سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Thursday, March 22, 2007

خبر وشهادة: محرقة مسرح بني سويف




1
خبر
في قضية محرقة مسرح بني سويف
حكمت محكمة جنح استئناف بني سويف 14 مارس 2007 ببراءة كل من د/مصطفى علوي رئيس هيئة قصور الثقافة سابقا ومصطفى محمد المعاز رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية ،ومحمد سامي طه مدير إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، وممدوح كامل أحمد رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، وعاقبت كل من عادل فراج مدير عام فرع ثقافة بني سويف بالحبس ثلاث سنوات وبحبس عامين لبهجت جابر مدير قصر الثقافة وبحبس كل من سمير عبد الحميد رئيس قسم المسرح بالقصر ورجب عبد الله أخصائي أمن بقصر ثقافة بني سويف سنه مع الشغل


2

شهادة لم يطلبها أحد

"إنما قتله من أخرجه."
نتذكر هذا الرد التاريخي، لمعاوية ابن أبي سفيان، عام 657م
وحادثة، هي مقتل عمار بن ياسر، في معركة صفين والتي كانت بين جيشي معاوية بن أبي سفيان، وعلي ابن أبي طالب، والتي استمرت أسبوعين وقتل فيها المئات. كان عمار بن ياسر مع جيش علي ابن أبي طالب، ثم قُتل علي يد جيش معاوية. عندها تزلزل هذا الأخير والكثيرون من أتباعه، فلقد استذكر المسلمون على طرفي المعركة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويح عمار تقتله الفئة الباغية." (البخاري) ه

ولم ينقذ جيش معاوية من هذا الزلزال الذي حاق بهم جراء الاستنتاج المنطقي عمن هم الفئة الباغية، إلا رد معاوية المحنك: "إنما قتله من أخرجه." ويقال أن تلك كانت مشورة عمرو ابن العاص (مع حفظ الألقاب). ه

يتشابه الأمر كثيراً في كارثة حريق مسرح بني سويف، رغم أنه في هذه المرة لا يوجد حديث يساعدنا علي مثل هذه الاستنتاج المنطقي، الذي رغم كل شيء لا يزال يثير المشاكل علي أساس أنه لا ينبغي أن نخوض فيما لا علم لنا به، ولا في مسائل تتعرض بأي صحابة عاصروا النبي
.

فضلاً علي أن الضحايا في هذه المرة لم يكونوا في مواجهة صريحة في حرب مع عدو، ولم يكونوا صحابة، ولم يحتسبوا شهداء.

من قتلهم؟
هناك، لا شك، من يملك شجاعة معاوية في التعبير عن رأيه الخاص جداً أو تأويله للأحداث. وجملة من عينة "قتلهم الذي أرسلهم للمسرح" أو "من جعلهم يؤمنون بالمسرح" أو "من أخرجهم للمهرجان" مثلاً جديرة بالتأمل وإن كان بعض الناس قد لا يرضي بها.

لن أكرر كلاماً قلته حتى صار من كثرة تكراره مملاً، ولا يليق بفداحة الحدث ولا "جلال" الحكم القضائي
.

ولكن لدي شهادة، نشرت علي الانترنيت يوم 4 أكتوبر 2005، قبل مرور شهر علي الكارثة.

إنها شهادة، إن كان لديّ وقت كتابتها غرض آخر. أكتبها مشفوعة بجزء من البيان الأول للمسرحيين والنشطاء في الليلة الأولي بعد الحريق.

وإن كنت أنا الذي أقول هذا الكلام، أو قلته يوماً، فلا استثني منا أحداً...أبدا.


شهادتي:
مشتعلون

في الأيام الأولي بعد حادثة محرقة مسرح بني سويف لم نكن كذلك. كنا نتصرف ونفكر ونعمل فقط من أجل هؤلاء الذين رحلوا في المحرقة. نقاد ومسرحيين وممثلين ومثقفين وضحايا آخرين لم يقترفوا جريمة الفن أو الثقافة، مجرد متفرجين جاءوا لرؤية عرض علي الهامش يقدم ضحكة أو فكرة أو حكمة، أو لرؤية أولادهم علي المسرح. لم يملك أحد الإجابة علي السؤال الصعب، ما الذي أتي بنقاد ومسرحيين في حجم حازم شحاتة وصالح سعد ومحسن مصيلحي ومدحت أبو بكر ونزار سمك ليحضروا معا عرضا في مهرجان نوادي المسرح؟ أي حدث جلل هذا الذي يجتمعون له؟ قدرهم؟
المهم أن هذا حدث. وأضاءت النيران الظلام من حولنا، ليظهر ما لم يخطر لنا قط علي بال. إهمال وفساد لوزارة الثقافة والداخلية والصحة والمحافظة، وحتي بعض الناس العابرين. الجهل؟
لا يوجد اعتبار لإنسانية أي مخلوق، فهل سيكون هناك اعتبارا للمواطنة! لم نسقط رغم كل ما عايناه وعانيناه، ومن سقط نهض من جديد، لا، لن نسقط ولن ننسي ولن نطفئ النار إلا بعد أن يعودوا من جديد. تهذي؟
حسنا، حتي يعاقب من كان وراء ذلك، هل هذا ممكن؟ محاكمة وزراء؟!
ليس هذا فقط، حقوق الضحايا والمصابين وذويهم. وكذلك ألا يتكرر ذلك مرة أخري. من سيفعل ذلك؟ نحن؟
تهذي من جديد.
انقسمنا، رغم أننا لم نفعل شيئا بعد. بدأنا ننساهم، نتوقف عن البكاء كل ليلة مثلما كنا نفعل في الأيام الأولي. ننسي أنه ربما كنا نحن هناك، بأننا مسئولون عنهم. تلك الحياة. لم نعتاد كأحياء علي العمل معا، رغم أنه حتي الموت يمكن أن يكون جماعيا.
ربما هذا أهم ما أضاءته النيران المشتعلة في أجساد الراحلين، وفي المسرح الخرب المحترق: كلنا في المحرقة. نحن موتي، علي قيد الحياة.
"وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا/ولا مر القمر/ بدروبها من ألف جيل/ولا العين تبسمت يوما لمولود/ولا دمعت لإنسان يموت/فالناس من هول الحياة/موتي علي قيد الحياة."
لم نتجاوز ذواتنا المريضة أمام نكبة كهذه، ولا كنا نستحق الحياة التي حرم منها الراحلون. بعضنا لا يزل يحمل قلبه بين يديه ويقاتل لئلا يفقده وسط ما يحدث، ويراهن علي قدرته علي الاحتمال.
إذا لم ننسي مشاكلنا وذواتنا وأمراضنا، سنلحق بهم لا ريب، في ظروف تليق بنا
.
ما الفرق بيننا وبينهم؟
هم اشتعلوا واحترقوا ونحن مشتعلون.
أي أن الموت احتراقا آت لا ريب. مسألة وقت.
وبعدنا لن يأتي من يطالب بحقنا، ويعلن أنه سيقاتل حتي الموت من أجلنا. لما لا نستحق؟
الراحلون أخذوا غيلة، وكانت الخيانة هي السبب. ونحن ليس لنا عذرا بعد ما أضاءت لنا النيران الظلمة ورأينا أنفسنا عراة.
يا الله! لماذا لم نكن معهم؟
...............
لا نستحق الرحمة؟
حمل ثقيل، مسؤليتنا تجاههم، وعلينا سريعا أن ندرك هذا، ونقاتل، لا لكي يعودوا للحياة، بل حتي نعود نحن للحياة


أيمن حلمي

5 أكتوبر 2005
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=47059

3

في البيان الأول لمسرحيين مستقلين ونشطاء بعد الحادث، نشر في 8 سبتمبر 2005:

"بقى أن كافة تصريحات المسؤلين عن الحدث كان أقل ما توصف به أنها تصريحات غير مسئولة ومضللة أضرت بذوى قتلانا للحد الذى شككهم فى جثث ذويهم وعليه نطالب:

1- التحقيق العادل والجاد مع كل من:
*وزير الثقافة بصفته
*رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بصفته
*مدير الفرع الثقافى ببنى سويف بصفته
*مدير قصر ثقافة بنى سويف بصفته
*رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة
*وزير الداخلية بصفته
*مدير أمن بنى سويف بصفته
*مسؤل الدفاع المدنى ببنى سويف بصفته
*وزير الصحة بصفته
*مدير مستشفى بنى سويف العام بصفته
*محافظ بنى سويف بصفته

ويجدر بهؤلاء المسؤلين فى حالة ثبات تورطهم المرجح تقديم استقالتهم وتحميلهم تهمة الإهمال الجنائى الجسيم الغير متعمد والذى أودى بحياة زملاءنا

2- على سبيل التعويض الرمزى لكافة الأخطاء والجرائم السابقة فى حق قتلانا نرى من الضروري منح الراحلين تكريما ماديا ومعنويا بمنحهم صفة شهيد وكل ما يترتب عليها من حقوق والتزامات ومزايا تجاههم وما يوازيه من حقوق بالنسبة للمصابين"

4

.............

كيف حملتُ العار ..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسى ؟ دون أن أنهار ؟

ودون أن يسقط لحمى .. من غبار التربة المدنسه ..

تكلًمى أيتها النبية المقدسة ..

تكلمى .. بالله .. باللعنة .. بالشيطانْ

لاتغمضى عينيك .. فالجرذان

تلعق من دمى حسائها .. ولا أردها !!

تكلمى .. لشدً ما أنا مهان ..

لا الليل يخفى عورتى .. ولا الجدران .. !!

...............

أسائل الصمت الذى يخنقنى ..

" ما للجمال مشيها وئيدا .. " ؟!

أجندلاً يحملن أم حديدا .. !؟

فمن تُرى يصدقنى .. ؟

أسائل الركًع والسٌجودا

أسائل القيودا ..

" ما للجمال مشُيها وئيدا .. ؟! "

" ما للجمال مشُيها وئيدا .. ؟! "
5
click 'download file'

Thursday, March 15, 2007

أن تكون تلك هي التدوينة الأخيرة؟


في الأسطورة أن سيزيف في الجحيم
وعقابه الأبدي هو رحلة الصخرة السيزيفة أعلي وأسفل الجبل
لا أمل لديه في الخروج، ولا في الرحمة، ففي الجحيم خلود بلا موت..الخلود! ما أبشعها كلمة في رحلتك
أشعر أحياناً بأنه يجب أن ينتهي كل هذا
لماذا أرغب الآن في ألا أكمل تلك التدوينة؟
.........
.........
يمكن أن ينتهي كل هذا، بسهولة متناهية. لماذا لم تعد هناك متعة في الكتابة؟ في قراءة التعليقات؟ في معرفة أن عدد الأصدقاء أو القراء يزيد ويزيد؟
في قراءة مدونات الآخرين؟ لا أذكر آخر مرة تحمست فيها لقراءة مدوناتي المفضلة
"ما للجمال مشيها وئيداً؟! أجندلا يحملن أم حديداً؟"
"في مغيب آخر أيام عمري سوف أراك، وأري الذين كنت أحبهم."
"عايز تبني الوطن قبل ما تبني نفسك؟"
"سأعمل ولن يوقفني شيء"
..........
هل حقاً سيعنيني أن تكون تلك هي التدوينة الأخيرة؟
هل سيعني أحد..حقاً. وذلك الذي قد قرر أنني حبيس اللعنة في الجحيم؟
.........
.........
العيب في الصخرة سيزيف؟ أم في يديك السائبة؟ أم العيب كل العيب فيمن لا يطيع؟
.........
أنا

Sunday, March 04, 2007

علي إثم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء


علي إثم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
ثلاثة مستشفيات رفضت استقبال محمد حمام مغني المقاومة.. فمات بسيارة الاسعاف
شهدت عدة مستشفيات بوسط القاهرة والجيزة دراما مثيرة انتهت بوفاة مغني المقاومة الاشهر في سماء الاغنية المصرية محمد حمام والذي اختفي عن الانظار منذ خمسة عشر عاما حتي ان العديد من الفنانين والموسيقيين فوجئوا انه علي قيد الحياة بعد ان اضطرت ادارة احد المستشفيات بالجيزة لاجراء اتصالات عشوائية بعشرات الموسيقيين من اجل اطلاعهم علي تدهور حالته. وكانت ثلاثة مستشفيات رفضت قبوله علي مدار عدة ساعات ليلة الاثنين بالرغم من انه يقيم بمستشفي رابع منذ عدة سنوات حيث كان يعالج من تدهور في وظائف الكبد والكلي فضلا عن اصابته بتسوس العظام والذي يعرف بـ الغرغرينا .
واكتشف الفريق الطبي في مستشفي كبير مفاجأة لم يلق لها بالا المستشفى الذي كان يعالج به حيث اتضح انه مريض بالسكري بنسبة متدهورة وبالرغم من انه كان يقيم في مركز علاج طبيعي تابع لجهة هامة الا ان عدم الاهتمام بضبط نسبة السكر أدي الي تفاقم الوضع. وقد رفضت مستشفيات بالمعادي والجيزة فضلا عن مستشفى عين شمس التخصصي الذي دخله في ساعات متأخرة من ليل الاثنين قبوله حيث كان الرد شبه موحد نعتذر لأنه في وضع حرج . وقد جاءت النهاية بالفعل مروعة حيث لفظ انفاسه داخل احدي سيارات الاسعاف عند اعادته للمستشفي الذي كان يقيم به والمتخصص فقط في علاج العظام وهو مركز تأهيلي. وكان احد اصدقائه الذي درس معه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قد لازمه حتي اسلم روحه لبارئها. وكان آخر تقرير طبي صادر عن المستشفي اوصي بضرورة بتر أحدي الساقين بعد ان تدهورت حالته ودخل في الغيبوبة.جدير بالذكر ان محمد حمام اشتهر بالغناء للمقاومة الشعبية وذاع صيته بين المناضلين منذ ستينيات القرن الماضي وهي اعمال تدعو لدحر المحتل الاسرائيلي، ومن اشهر اغنيتاته يا بيوت السويس و يا عم جمال و يا أمي و رحلة . وتوقفت الصحف الرسمية عن متابعة نشاطه كما اختفي تماما من ذاكرة الفنانين، ولم تعبأ به أي جهة. كما لم تسع شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للدولة لطبع اغنياته في البومات.وظل يحلم طوال الربع قرن الماضي باعادة الاغنية السياسية لمجدها، وبالرغم من انه كان صاحب حنجرة ذهبية لم ينل منها المرض الا انه ظل بعيدا عن الاضواء يواجه اعباء الحياة منفردا وكان متزوجا من الممثلة نهير امين التي انفصلت عنه منذ بداية رحلة مرضه، كما انه لم ينجب. وقد حضر اقرباء له الي المستشفي وهو علي فراش الموت ورافقه احدهم داخل سيارة الاسعاف التي ترددت علي عدة مستشفيات علي امل ان يكتب له النجاة. المثير في تفاصيل اللحظات او السنوات الاخيرة لحياة حمام ان مجلس نقابة الموسيقيين على رأسهم النقيب الموسيقار حسن ابو السعود لم يكن من بينهم من يعلم بحالة محمد حمام ولا بتفاصيل السنوات الاخيرة حتي مات.وكان محمد قد طلب من صديقه الوحيد ان يصلي عليه في مسجد جمال عبد الناصر وان يدفن في مسقط رأسه بالنوبة، وبالفعل شيع جثمانه امس بحضور عدد قليل للغاية من الموسيقيين والفنانين
هذا الرابط لأغانيه
وهذا لحوار معه قبل أن يموت، نشر 2002 في جريدة الشرق الأوسط