سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Tuesday, March 28, 2006

حسبنا أنا وهبناها الحياة



في الأسطورة الأغريقية سيزيف في الجحيم، وعقابه الذي اختارته له الآلهة هو أن يحمل صخرة كبيرة إلي سفح الجبل، وما أن يكد أن يصل للقمة حتي تسقط منه إلي أسفل، فيعود ورائها ليرفعها من جديد وهكذا، بلا نهاية. تذكرت تلك الأسطورة والتي لا تختلف تفاصيلها كثيرا عن واقعنا في بلدنا الحبيبة: الجحيم، العقاب الذي لا يتساوي مع الجرم المرتكب، والتكرار الذي يفضي إلي التكرار. فقط تنقصنا مثابرة وصبر سيزيف الأسطورية

موجة من الاحباط بدأت في مهاجمة كل هؤلاء الذين كانوا سعداء بما أطلقوا عليه "الحراك السياسي" في مصر، بعد سنوات طويلة وطويلة من الحياة بدون أي "حراك" (في السياسة ولا غيره). كان نصرا أن تكون هناك مظاهرة في الشارع، أن يقف الناس ليتسائلوا: ما هذا؟ أو لا يهرعون مبتعدين عن المظاهرة خوفا من السياسة. وانتشرت حمي الانترنيت والمدونات و..و
وبدأت بعض الأصوات تشكو من مشاكل التنظيم والاستراتيجية والتشرذم ونقص ثقافة العمل الجماعي، وعدم اتساع أي حركة لتشمل رجل الشارع الذي إما ينقصه الوعي أو الشجاعة.
ثم كان هذا الاحباط.
بدأت الحركة تخسر طاقة هؤلاء الذين ينكمش حماسهم. قاسي هذا الشعور باللا جدوي

في قضية محرقة مسرح بني سويف، وضحت ملامح السيناريو الذي توقعناه بعد فوات الأوان ولم نستطع تغييره، هناك قضية ومتهمين وسيكون هناك مذنبين وأحكام، والقضاء سيتعامل مع القضية كما غيرها، أما عن رأينا نحن ورؤيتنا للقضية، والتي تجسدت في مطالب بالتحقيق مع أو اتهام وزراء الثقافة والصحة والداخلية، فمصيره هو مصير البيانات العديدة التي أصدرناها في جماعة 5 سبتمبر أو أصدرها غيرنا. قلت يوما بأننا في جماعة 5 سبتمبر، أو أولئك النشطين والمعنيين بقضية المحرقة، إذا ما فشلنا سنعترف بفشلنا ونشرح أسبابه،لأن الأمر لا يخصنا وحدنا. هل كان هؤلاء الذين انسحبوا في البداية وتركونا، وكنا لا نجد لهم حجة وقتها، وننظر لهم نظرة فيها ما فيها لتركهم لنا رغم علمهم بشرف قضيتنا، هل كانوا أكثر وعيا أو واقعية منا؟
فشلنا في دفع قضيتنا لنحصل علي ما كنا نراه العدل. نحتاج للمزيد من الوقت حتي يستطيع أغلبنا تجاوز مشاكله، ذاته، نحن أولئك البشر، بكل ما بنا من ضعف وقلة حيلة، وحتي تكون ظروف الواقع أقل وحشية
حاولت بذل بعض المساعي ليكون هناك فاعلية فنية ما يوم المسرح العالمي 28 مارس، فاعلية حقيقية وبلا زيف، بأن يقوم بها من كانوا أقرب للراحلين، وخابت مساعيا، ولا فخر. من كان ليقف وراء مثل تلك الأشياء؟
هل كان للراحلين – المسرحيين – جمهورا حقيقيا تألم لفقدهم وكان الزاما عليه أن يسترد لهم حقوقهم؟ هل لهم جمهورا غيرنا، نحن المسرحيين أو المثقفين؟ يمكن للمرء هنا أن يكفر بالمسرح الذي أفنوا فيه عمرهم قبل أن يفنيهم
ونحن، ماذا عنا؟ في الغد هل هناك بعدنا من يستطيع ألا يجعل دمائنا تذهب هباءا، إذا لاقينا نفس المصير؟
ولكنا ما كنا نستطيع ألا نمشي في ذلك الطريق، برغم أننا لم نصل، ولو عاد الزمن بنا سنفعل ما فعلنا – أعني تلك المحاولات التي لم تكلل بالنجاح. حققنا بعض المكاسب التي لن تجعل أينا يندم علي ما فعلنا

وتعلمنا الكثير، لم تذهب النيران بكل شئ، علي أي حال. تجمع بعضنا حول رماد تلك النار، وتقابلنا
فهمنا أن كل فنان حقيقي يجب أن يعنيه الوطن،لأنه لا أحد بعيدا، النيران لا تختار.أدركنا أننا في المحرقة.
هل لأحد أن يلوم أي شخص مثلي، يريد أن يغادر السفينة؟ صديق مصري لي في استراليا، يحاول أن يشاركهم في الوطن هناك، في آخر الدنيا. يقول لي أنهم يقولون له: ما الذي أتي بك إلي هنا، لا نريدك، تلك أرضنا. لما لا تعود لوطنك أنت وتموت من أجل الديمقراطية؟
ولا يجد ما يقوله ردا عليهم، وكذلك لا أجد له
كنت في حالة سخيفة من انخفاض المعنويات تسببت فيها الأحداث الجارية التي لا نستطيع تغييرها ولا تجاهلها، طالت لفترة، كنت فيها أحاول التصالح مع ما يحدث.
طالما كنت هنا، لن استطيع تجاهل ما يحدث أو التنصل من تلك المسئولية التي اخترتها ولم أخترها. (فبغض النظر عن كون هذا الطرح حقيقيا أم لا) طرحي لنفسي كمثقف أو فنان له عليّ الكثير من الحقوق. طالما أني هنا علي السفينة، لن يمكنني تجاهل ما يفعله القبطان أو طاقمها أو سلبية أو جهل أو خضوع بقية الركاب، وأنشغل بأي شئ آخر. سألقي بها رغم أني أعلم أني لن أراها يوما، غرسة الزيتون
"
نحن لسنا ما جنينا
ماأنا..ما أنت..إلا مازرعنا..وسقينا ورعينا
لم يمتها ذلك الليل الطويل
لا..ولا الثلج الذي غطي الحياة
لا..ولا الريح التي ترعش بالرعب النخيل
إنها تنبض دفئا وحياة مثل قبلة
إنها تقطر نورا وصفاء مثل نجمة

قد زرعناها معا يوم التقينا
وسقيناها دمانا والدموع
ورعيناها وسيجنا عليها بالضلوع
ليراها الناس يوما بعدنا
انظريها..
ستحكي الأمهات..
كلما رفرف عصفوران حلوان عليها
وتمشت نسمة الصبح بروحينا إليها
تنثر الطل..كما تنثر عيناك الدموع
كيف عشنا فقراء مثل فيران الجوامع!
يحتوينا مذ ولدنا بطن حوت
معتم كالقبر..كالليل الضرير
كيف جئنا لنموت
دون أن نعرف طعما للحياة
يا فتاتي..
ليست المأساة أنا لن نري زيتونها
فهبينا ما زرعناها..أكنا سعداء؟
قد ولدنا أشقياء
وبقينا أشقياء
وسنمضي أشقياء
فإذا كنا حرمنا ان نعيش
حسبنا أنا وهبناها الحياة
أننا من أجلها عشنا..وعانينا الحياة
ومشيناها علي الشوق حفاه
وأطقناها جحيما لا يطاق..
نجيب سرور"و

في النهاية لن تتوقف الحياة، وسيواصل سيزيف ما بدأه في الجحيم، يحمل صخرة كبيرة إلي سفح الجبل، وما أن يكد أن يصل للقمة حتي تسقط منه إلي أسفل، فيعود ورائها ليرفعها من جديد وهكذا، بلا نهاية. يحمل صخرة كبيرة إلي سفح الجبل، وما أن يكد أن يصل للقمة حتي تسقط منه إلي أسفل، فيعود ورائها ليرفعها من جديد وهكذا، بلا نهاية. يحمل صخرة كبيرة إلي سفح الجبل، وما أن يكد أن يصل للقمة حتي تسقط منه إلي أسفل، فيعود ورائها ليرفعها من جديد وهكذا، بلا نهاية يحمل صخرة كبيرة إلي سفح الجبل، وما أن يكد أن يصل للقمة حتي..... ................................................................. ...................... .................. ............ ................................... .................... ........................... ......... ................

سيزيف


6 Comments:

  • At 7:19 AM, Anonymous Anonymous said…

    سيد خضر
    حرام عليكم
    حسبنا الله ونعم الوكيل

     
  • At 1:44 AM, Anonymous Anonymous said…

    نهال سيف
    بقدر ضعفنا بقدر ما يتم استغلالنا
    انها شريعة الغاب حيث لا يمنعهم خوف الله

     
  • At 4:56 PM, Anonymous Anonymous said…

    كل ده بسبب التهاون فى حقوقنا وعدم الاعتراد نرجو الاجابيه ولو مره وحدا باسم حمدى

     
  • At 4:58 PM, Anonymous Anonymous said…

    اتقو الله حراممممممممم
    احمد سمير

     
  • At 4:59 PM, Anonymous Anonymous said…

    اعتراااااااااااااااااد
    ايمن محمود

     
  • At 4:59 PM, Anonymous Anonymous said…

    مجموعه اصحاب تعترد

     

Post a Comment

<< Home