سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Thursday, September 18, 2008

جدار






جدار

هي النهاية إذن
ودّع العش الصغير للمرة الأخيرة
وودّع كذلك أشياءك الصغيرة
ريشة أبيك – القشر القديم – صوت
النحيب – وما قد تذكر من رائحة

- - -


كان دوما يستطيع
يجول الأرض والسماء
ويفرق بين الأشياء
وكان له لوني وصوتي
وعيني التي لا تري
لم اسأله عن جدي – أبيه
لم تأت فرصة!

- - -


حكي لي كثيرا عن جزيرة
الأرض فيها بائسة
عن صرخات الزملاء في تلك الأرض البعيدة
الزملاء – الطيور الجارحة السوداء
جوعي ولا شك – فالأرض بائسة
وعن سلاحف الترسة الصغيرة
التي تخرج من مدافن البيض الرمال
لتبدأ سباق الحياة
نحو المياة المالحة

- - -


كانت تعترضها المخالب الحادة
تقلبها، فتصير بلا حيلة علي ظهرها
تضرب الهواء بأرجلها اليابسة
ويظهر بطنها الطري..
.......................
بعدها كان ينتفض ويقول
"أن مثله لا يصلح للحياة"
وقتها لم أدر ما يعنيه، ولم أسأله
كنت أنام دائما بعد سماع الحكاية!

- - -


"كان ضياء يقف علي رؤوس أصابعه، لو نسي نفسه لقطع الحبل إبطيه. كان رأسه الضائع بين كتفيه منقلبا إلي السقف والمطر يسوط ظهره. صلب الأوغاد ضياء لأنه أحد المسئولين، فهو إذن يعرف لمن أعطي كريم الآلة والورق.. الورق، الآلة: بضع حزم من الورق، وآلة كاتبة قديمة حرف الدال فيها لا يطبع"

- - -


تخشي ألا تعود؟
مع أنه لا يوجد من يسمع لك
وإن وجد فليس لديك ما تقول..
لم يبق بالروح شيء
الحبيبة والأصدقاء وكل من قابلت
عندما رحلوا أخذوا منها ما أخذوا
ولم يتركوا شئ
ومضيت في سلام.. طوبي بما قد بقي لك!

- - -


أي مكان غير هنا يجدي
غير أنك لا تملك ترف الرحيل
لا مرافق.. لا إشارة.. لاطريق!
إحساسك والبداهة وجناحان..
لم يجربا عصف الريح بعد

- - -


لا يوجد هذه المرة
أمل كل مفارق – في اللقاء ولو صدفة
أمل كل مغادر – في العود ولو حتي جسد
(في رحلة واحدة أخيرة لا بديل للقلب الغريب عن الوصول)

- - -


لو عاد سأسأله لا محالة
عن جدي، عما جعله يمضي
وعن السلاحف
هل كانت تري؟

- - -


تعلمت أخيرا إذا ما وقفت
أن يكون ظهرك والجدار
فحتي هذا الذي هو أنت
لا تأمن جعله خلفك
جميل هذا الحذر
شئ واحد يذكره القلب المحتضر
فعند "الوقفة العزلاء ما بين السيف والجدار
ليس ثمة فرار.. ولا
أمل!

18/6/2000

18/9/2008

سيزيف

1 Comments:

  • At 1:07 AM, Anonymous Anonymous said…

    عائد من المنتجع



    حين أتى الحمارُ منْ مباحثِ السلطانْ

    كان يسير مائلاً كخطِ ماجلانْ

    فالرأسُ في إنجلترا ، والبطنُ في تانزانيا

    والذيلُ في اليابان !

    ـ خيراً أبا أتانْ ؟

    ـ أتقثدُونَني ؟

    ـ نعم ، مالكَ كالسكرانْ ؟

    ـ لاثيء بالمرَّة ، يبدو أنني نعثانْ .

    هل كانَ للنعاسِ أن يُهَدِّم الأسنانِ

    أو يَعْقِد اللسانْ ؟

    ـ قل ، هل عذبوك ؟

    ـ مطلقاً ، كل الذي يقال عن قثوتهم بُهتانْ

    ـ بشَّركَ الرحمن

    لكننا في قلقٍ

    قد دخل الحصانُ من أشهرٍ

    ولم يزلْ هناك حتى الآن

    ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟

    ـ لم يجرِ ثيءٌ أبداً

    كونوا على اطمئنان

    فأولاً : يثتقبلُ الداخلُ بالأحضانْ

    وثانياً : يثألُ عن تُهمتهِ بِمُنتهى الحنانْ

    وثالثاً : أنا هو الحِثانْ .



    the writer is : ahmad matar

     

Post a Comment

<< Home