سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Sunday, July 01, 2007

لا مُشْكِلَةَ لَدَيّ

أنا ما بأحبشي شعر الفصحي، بصراحة. بأحب العامية أكتر. لكن ساعات تقابلك قصيدة فصحي تلطشك وتحس إنها حاجة كويسة...وتتصور يا أخي...بالفصحي!! أتمني الإخوة والأخوات الفصحيين ما يزعلوش، لكن هو ممكن يكون العيب عندي أنا مش في الفصحة...لا مشكلة لدي، قصيدة لمريد البرغوثي

أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي

كَفّاَي بلا قَيْدٍ. ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي

لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحه فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي

ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي

أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي

أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي

لكني أسأل:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قبل الموت؟
***
مريد البرغوثي

2 Comments:

  • At 3:42 AM, Blogger الكونتيسة الحافية said…

    من أجمل القصائد التي قرأتها بالفصحى

    قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن!
    قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحر في السحبِ،
    والسحب في الجدبِ، والجدبُ في الخصبِ، ينبت
    خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية
    الأرض، ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ.
    ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة
    الله، يبتاع من حوله حرسا، ويبيع لإخوته
    الخبز والماء، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن

    * * *

    قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن.
    أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!
    .. .. .. .. ..
    ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ

    من قصيدة سفر التكوين لأمل دنقل

    اتفق معك في أن شعر العامية يبدو أكثر بساطة وتلقائية لكن الفصحى ايضا لها روائعها وخاصة قصائد أمل دنقل ونجيب سرور وصلاح عبد الصبور

    تحياتي

     
  • At 3:02 PM, Blogger على باب الله said…

    ما مشكلته ؟؟

    أيريد أن يحيا قبل الموت و بعده ؟؟

    هذا إما ملحد .. أو مجنون


    (( القصيدو روعة .. روعة بجد ))

     

Post a Comment

<< Home