مسلمون ومسيحيون وكائنات أخرى
مسلمون ومسيحيون وكائنات أخرى!
1
عندما تشتري جارتنا "أم علي" العطارة ولوازم الطهي من "رزق" المسيحي، ولا تشتريها من الشيخ "محمد"، فهذا سلوك علماني.
ولكن ليس الأمر بهذه البساطة. هي تفعل هذا لأن البضاعة الأجود والخدمة الأفضل عند الأول، ولم يدفعها اشتراكها في الدين مع الثاني إلي تجاوز تلك المفاضلة العملية، واختيار الشيخ "على عيبه". على أن الأمر يختلف لو تصورنا تساوى الاثنين في مستوي الخدمة وجودة البضاعة، وفي بعدهما عن بيتنا؟! وأعلم أنها ستنزعج من الكلمة "علماني"، خاصة في هذا السياق الذي يصف سلوكاً لها، فالوعي الشعبي لدينا مشحون ضد الكلمة ويلصق بها ويرادفها بأشياء كثيرة خارج حدوده، أولها الإلحاد.
ونقرأ في صحيح الإمام مسلم، عن أنس وعائشة أن « رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرّ بِقَوْم يُلَقِّحُونَ. فقال: لو لم تفعلوا لَصَلُحَ قال: فخرج شِيصا. قال: فمرَّ بهم. فقال: ما لِنَخْلِكم؟ فقالوا: قلتَ كذا وكذا. قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم». صحيح مسلم (4/1836، رقم 2363)
أي أن النبي (ص) قال رأيه في شيء خارج حدود علمه، رأياً شخصياً ليس مصدره الوحي، وعندما أخذ الزارعون برأيه لم يثمر النخل في هذا العام لأنه لم يُلقّح كما كان يحدث في المعتاد. وكان تعليقه، "أنتم أعلم بأمر دنياكم". والجدير بالتأمل أن الإمام مسلم وضع هذا الحديث تحت باب اسماه "وجوب امتثال ما قاله الرسول شرعا، دون ما ذكره من معايش الناس" أي أن ما يتعلق بشؤون الدنيا لا يتوجب الامتثال به.
قد يصدم البعض حين نقول له أن هذا يعني أن هناك "حقائق" أو "مسائل" أو "أمور" لا نستطيع أن نعلمها أو نجدها في القرآن والسنة! فالفكرة الشعبية السائدة - والتي توجد في بعض خطابات دعاة اليوم – هي أن هذا الكتاب لم يغادر صغيرة ولا كبيرة (وهي فكرة مبنية على اقتطاع لجملة عن سياقها بشكل جعلها تعني ما لا تعنيه، وردت في سورة الكهف الآية 49).
فتلك المعلومة التي لم يكن النبي يعرفها في تلك الحادثة تجدها مثلاً في كتاب بسيط عن تكاثر النباتات أو عن زراعة النخيل ولكن بالتأكيد ليس في القرآن، فمن المفهوم أن الوحي لم ينزل بكل شيء. ولكن بالتأكيد كذلك أن هؤلاء الزارعين في المدينة لم يكونوا بحاجة لكتاب لمعرفة هذا. فالمعرفة التي تكتسبها الجماعة عبر الزمن وتتناقلها جيل بعد جيل، يتم حفظها عبر وسائل الحفظ المتاحة، بالكتابة أحياناً و بالرواية الشفهية في أحيانٍ أخرى.
ولنكن أكثر جرأة فنقول أن هؤلاء الزارعين أصابهم أذى ما وقتها، اقتصادياً، عندما لم يثمر نخيلهم في هذا العام. وما السبب؟
السبب هو أنهم آمنوا بأنه في معرفة النبي (ص) والوحي الذي يأتيه، ما يمكن أن يغنيهم عن المعارف الأخرى التي لم يكن مصدرها "السماء" وإنما "العلم" أو فلنقل "الخبرة الإنسانية". لهذا أخذوا ما سمعوا من النبي (ص) دون إعمال للعقل. ونتفهم بالطبع أن تصرفهم هذا طبيعياً، أعني اعتماد كلام النبي (ص) دون مراجعة.
ولكن كان النبي وقتها بينهم ليخبرهم بتلك الحقيقة التي أشبه بالاعتذار "أنتم أعلم بشئون دنياكم". أما الآن، فلم يعد يسير بيننا. ويعني هذا أنه هناك احتمال لحدوث أذى آخر بتبني هذه الفكرة الخاطئة، أن القرآن (والسنة) لم يغادر(ا) صغيرة ولا كبيرة، فيجب أن يكون لدينا معايير واضحة لما يجب أن نأخذه من نصوص الدين، وما يجب أخذه من مصادر المعرفة الإنسانية الأخرى.
وهكذا تلتقي التعريفات الأساسية للعلمانية "فصل الدين عن الدولة" أو "عدم الحكم على النسبي بما هو مطلق" حول هذه الفكرة، أن هناك ما يجب أخذه من الكتب المقدسة (طقوس وشعائر العبادة، وغيبيات، ...الخ) وهناك (الزراعة، السياسة ...الخ) ما نجد له مصادر أفضل منها، وهذا لا ينتقص من الكتب المقدسة في شيء.
2
هل النصوص المقدسة (الآيات القرآنية كمثال) موجودة من أجل خدمة الإنسان، أو أن الإنسان موجود لخدمتها، أي تنفيذها وتفعيلها؟
سؤال مركزي عند الحديث على أمر العلمانية.
قد يختلف البعض حول تفسير آيات القرآن الكريم، وحتى حول النداء باعتبار (القرآن) دستوراً المسلمين. ولكلٍ منطقه. ولكن لن يختلف أحد المسلمين على مبدأ شديد الرسوخ في الثقافة الإسلامية: يجب تطبيق أحكام الحدود التي ذكرت في القرآن. جاء بها الوحي لنطبقها. نقطة، وانتهي.
حادثة تاريخية نذكرها. في خلافة عمر بن الخطاب، اشتدت المجاعة والقحط في السنة ال 17 للهجرة واستمرت لتسعة أشهر. وسمي العام بعام الرمادة، وقيل لأن الأرض اسودت من قلة المطر حتى عاد لونها شبيها بالرماد. في هذا العام، لم يطبق أمير المؤمنين على السارق حد السرقة (قطع اليد طبقاً للآية القرآنية، 38 سورة المائدة). يسهب الفقهاء في وصف الظروف وقتها وكيف أنه – عمر – قد اجتهد. ولكنهم لا يرفضون المبدأ، بل على العكس، يسوقونه في اعتزاز كدلالة على مناسبية الدين لكل الظروف وقابليته للمرونة ليتماشي مع محن كل وقت.
ولكن دعونا نتأمل ما حدث، بدون محاولة أخذ موقف معه أو ضده. مع الأخذ في الاعتبار أن الخلفاء الراشدين، وعمر بن الخطاب بالذات، توضع في المرتبة الثانية بعد النبي (ص)، وقبل سائر الصحابة وكذلك الأئمة الأربعة. في ظل تلك الواقعة، نتبين أن عمر بن الخطاب قد تصرف على أن النص موجود لخدمة الإنسان لا العكس. فلو أن النص أو الآية أو الحُكم هو ما يعنينا لتم تنفيذه بغض النظر عن الظروف. ولكنه لخدمة الإنسان – أي أنه لو اكتشفنا أنه لا يخدمنا في وقت ما، فلا يلزم التمسك به! وتصير فكرة أنه "مجرد" نموذج يمكننا تبنيه أو تصميم ما شابهه أو التعلم منه، فكرة جديرة بالتأمل.
حسناً، سلوك عمر بن الخطاب هذا، الذي قد يصفه البعض بأنه مستنير أو واقعي، أصفه أنا بتلك الصفة التي ربما لم تعد مفاجئة: علماني.
ربما لن تنزعج جارتنا "أم علي" من الكلمة الآن!
3
عندما كنت في السادسة عشر كتبت له رسالة لكنني لم أرسلها له أبداً. كان في نظري وقتها الشخص الوحيد الذي يمتلك المعرفة: العلم والإيمان معاً. ورغم أنه المسئول عن فتح هذا الباب في مرحلة ما، ببرنامجه الشهير في التليفزيون المصري في الثمانينات، والذي قفزت منه بعدها عفاريت العلبة في أوجهنا وأوجه العالم، إلا أني لازلت أقدره كباحث عن الحقيقة لا يدّعي امتلاكها، مقارنة بـ د. زغلول النجار مثلاً. أعني بالطبع د. مصطفي محمود. وهذا الملمح الأخير عنه قرأته فيه بعد كتابه "الشفاعة" (1999) والذي أهاج عليه الدنيا وربما هو الذي جعله يعتزلها، رغم أن نهجه كان بحثياً والتفسيرات التي قدمها كانت محاولات لإزالة تناقض رآه.
في رسالتي كنت أطرح عليه أول المشكلات المنطقية التي قابلتني فيم يتعلق بالعقيدة. قلت له أني كمسلم ليس لي يد ولا فضل في اعتناقي هذا الدين. إنهما والديّ. تربيت عليه فآمنت. ولم أقرأ في الأديان الأخرى، لأن ديني – كما الحال في أي دين آخر – لم يطلب مني أو حتى يثني على من يفعل هذا – بل العكس (ورد في صحيح البخاري أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَىْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً، أَلاَ يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ، لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلاً يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ).
كان من الممكن أن أكون مسيحياً أو يهودياً أو...أو...لو كان أبي أو أمي غير ذلك. ففي العالم الذي نحيا فيه، الدين بالوراثة دائماً. وبحكم كوني مسلماً، فلا يطلب مني سوي أن أعمل الأعمال الصالحة وأقوم بالعبادات. عندها أكون أقرب لأن أستحق جنة الله، أو رحمته فيدخلني إياها. (قال أبو ذر أن النبي (ص) قال: "أتاني جبريل فبشَّرني: أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة". قلت: "وإن سرق وإن زنى؟" قال: "وإن سرق وإن زنى." البخاري 6956)
لكن ماذا عمن هو "غير مسلم"، إذا مر بنفس الظروف – ولد لأبوين غير مسلمين، ولا يأمره دينه بقراءة الأديان الأخرى، ويقوم بالأعمال الصالحة والعبادات في دينه؟
الموضوع الثاني هو إذا كانت الحياة الدنيا ما هي إلا متاع الغرور، كما في القرآن، وأنه بعد هذه السنوات القليلة ستكون هناك حياة أبدية لا تقارن بالدنيا، وإذا كان الله يعلم بالأشياء قبل حدوثها وكل العلم لديه منذ الأزل، فلماذا يخلق أهل الكفر أو الشر، ليعيشوا تلك الحياة القصيرة ويقترفوا الشر في العالم، وبعد ذلك يعذبهم إلي الأبد؟ ألم يكن من الأفضل ألا يخلقهم من الأصل ما دام يعلم بمصيرهم؟ أليس هذا أقرب للرحمة؟ سمعنا عمن قرر ألا ينجب للدنيا أولاداً رحمة بهم من عالم لا يعاش. نتحدث هنا عن رحمة الخالق. (عن أبي هريرة قال "جعل الله الرحمة مائة جزء. فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا. وأنزل في الأرض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتي ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" متفق عليه.)
تلك كانت بدايات سنوات التساؤل.
حسناً، في الحقيقة لا يجيب الدين – أي دين – عن كل الأسئلة. رغم أنه ليس هذا ما يتوقعه منه المؤمن. (نلاحظ أن الإجابات من عينة "الله اعلم" لا تعتبر إجابة حقيقية.)
ويكون عليك عند هذه اللحظة أن تكتفي بالردود التقليدية الجاهزة والتي يمكن أن تكون غير كافية أو مقنعة لك، أو أن تبحث عن دين أو قناعة أخرى تملك إجابات أكثر إقناعاً، أو أن تستمر في البحث والتساؤل، حتي يأتيك اليقين! والحياة اختيارات.
4
تستطيع أن تبني رؤيتك للعالم على أساس أنه يمكن لأي شخص أن يدين بأي دين، ويأمن النهاية مادام يفعل الخير. ما أجمل ذلك!
يمكنك وقتها أن تعامل "الآخرين" على أنهم على "حق" – أعني حق "ما"! البديل لذلك، وهو ما يترتب عليه ما يحدث في واقعنا، الاعتقاد بأن الحقيقة واحدة فقط، أنت تملكها.
ولكن، حتى عندما تقابلك آية مثل تلك التي تقول: " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (المائدة:69)، تفاجأ بتفسيرات مبتكرة تلتف حول معناها في أفضل الأحوال، وتنادي بأنها منسوخة في أسوءها! فأين هذا من "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"؟ أو "إن الدين عند الله الإسلام"؟
الأمر لا يخلو من صعوبة.
اليهودية لا تعترف بالمسيحية، لأنها جاءت بعدها. والمسيحية لا تعترف بالإسلام كذلك، لأنه بعدها، ولكنها تعترف باليهودية. الإسلام كذلك لا يعترف بالبهائية، ولكنه يعترف باليهودية والمسيحية كديانات – مع تحفظه على ما حدث فيهما من تغيير اسماه "تحريفاً".
لا مفر من الاختلاف. ونقرأ في القرآن "َلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة 48)
ما المشكلة إذن في أن نجعل ما لله لله وما لقيصر لقيصر؟ (إنجيل متى 22: 21)
ربما أننا نستبعد ذلك الاحتمال، بأنه ربما أن هناك ما لا نعرفه ويمكن أن نكتشفه يوماً ما. بأنه ليس لدينا كل الإجابات.
بأنه هناك كائنات أخرى. آخرون. وأن الوطن لنا جميعاً، كما أن الحياة لنا جميعاً.
ما أريد أن أقول هو أن العالم يمكن أن يكون أفضل، لكنه لن يكون.
لكن يوجد مع هذا الإيمان آخر بأنه علينا المحاولة. وفقط للحظات قليلة، قليلة بقدر حيلتنا، ربما يمكن أن نعيش تلك الجنة التي نحلمها. نعيشها وحدنا. ونشرك معنا من نحب أحياناً، ومن لا نعرف في أحيانٍ أخرى. لحظات تكفي لجعلنا نستمر، ونواجه جحيمنا المشترك وصانعيه، الذين تفوق مهارتهم "ذكاء قلوبنا"، كما يقول محمود درويش. ويقول كذلك:
"عندما يذهب الشهداء إلى النوم
أصحوا
وأحرسهم من هواة الرثاء
وأقول لهم: تصبحون على وطن
من سحاب ومن شجر
من سراب وماء."
فلتكن تلك هي الأمنية/ الحلم/ الدعاء.
تصبحون على وطن!
25 Comments:
At 11:29 AM, Anonymous said…
مع ان مسيحي الديانة الا ان تساؤلك الذي تكلمت عنة كان هو خطوة البداية لتفكيري في الالحاد كحل. نعم فلو ازلنا الله والاديان من المعادلة تماما لظهر لنا الجواب ببساطة , لا يوجد لا عقاب لاناس خلقو في اي من الديانات السماوية والتي ينفي بعضها البعض فكرة خلاص الاخر ولا حتي ثواب لاي من المنتمين اليها. بسيطة اليس كذلك , ربما اكون مخئا لكن الي ان اتبين الحقيقة فربما تكون هذة الاجابة هي الاقرب للحقيقة, وبهذة الاجابة لن تضع الله في مازق تساؤلك
At 12:13 PM, Anonymous said…
إن من الأمورِ المعروفة عند علماء السنة أن هناك فرقاً بين ما يورده مسلم رحمه الله في صحيحه احتجاجا وما يورده زيادة للمتابعة أو الاستشهاد
وإليكم مزيد بيان :
يورد مسلم في صحيحه عدة روايات في الموضوع أو الباب الواحد تكون الرواية الأولى في الباب هي التي على شرط الصحة ، أي هي التي صح إسنادها عنده أما ما يأتي به بعدها في نفس الباب فلمجرد الزيادة والاستشهاد مع أنها بأسانيد ضعيفة أحياناً . كما أنه كان يرتب روايات الاستشهاد ترتيبا نازلاً فيجعل أضعفها في آخر الباب . فإذا كانت الروايات الآتية بعد الرواية الأولى موافقة للرواية الأولى في بعض الجمل أو العبارات كانت هذه العبارات هي محل الاستشهاد وأما ما كان فيها من عبارات ليست في الرواية الأولى فليست محلا للاستشهاد ولا يحتج بها لأنها ضعيفة أحياناً . بل تكون أحيانا موضوعة يُجزم بنفي نسبتها إلى النبي ويجزم بأنها إنما نسبت إليه من قبل بعض الرواة كذباً أو خطئاً كما في المثال الذي معنا في هذا المقال . فعند الرجوع إلى هذا الموضع في صحيح مسلم ، نجده يروي بسنده حديث النبي في الرواية الأولى الصحيحة ، وليست فيها هذه العبارة ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ولا حتى في الرواية التي بعدها ولم ترد هذه العبارة إلا في آخر وأضعف رواية في الباب وهي رواية ضعيفة الإسناد لا يحتج بما جاء فيها من عبارات زائدة . وحتى إذا افترضنا أن إسنادها يظهر عليه الصحة فإنها تكون حين إذ رواية شاذة والرواية الشاذة مردودة عند علماء السنة. ولمعرفة المزيد عن معنى ( الرواية الشاذة ) يمكنكم – ان شاء الله – الضغط على الرابط الذي في نهاية هذا الموضوع. إذاً ، هي رواية قد أحاطت بها العلل من كل جانب فهي معلولة المتن من جانب وشاذة أو منكرة من جانب آخر . فهيا بنا نتأمل الرواية الأولى صحيحة الإسناد في بابنا هذا ، فهي بعد ذكر مسلم لإسناده كالتالي : " عن موسى بن طلحة عن أبيه قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل فقال " ما يصنع هؤلاء " فقالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ ما أظن ] يغني ذلك شيئا " . قال فأُخبروا بذلك فتركوه فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني [ إنما ظننت ظنا ] فلا تؤاخذوني [ بالظن ] ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل " ) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج: 15 ص: 116 قال العلماء ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات . انتهى . إذاً ، يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي لم يقل ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) وحاشاه أن يقول ذلك . كما بين النبي أن ذلك مجرد ظن منه وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً ( وهذا ضابط مهم ) فقال منذ البداية " ما أظن " ولم ينههم ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه فقال " فإني إنما [ ظننت ظنا ] فلا تؤاخذوني بالظن ". فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة أعلم بأمور دنيانا منا .
--------------------------
إسناد تلك الرواية الموضوعة فيها هشام بن عروة عن أبيه وقد حدث بها في العراق فالراوي الذي رواها عنه عراقي [ وقد أُنكر على هشام بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه إلا ما سمعه منه ثم تسهل فكان يرسل عن أبيه ] . ( المرجع : تذكرة الحفاظ للقيسراني المتوفى سنة 507 هـ . ج 1 . ص 145 . ) .
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة : نقل الذهبي في السير 7-446 و 452 والزيلعي في نصب الراية 1-285 عن البيهقي في الخلافيات أنه قال في حماد بن سلمة ( .. لما طعن في السن ساء حفظه فلذلك لم يحتج به البخاري وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد دون الاحتجاج فالاحتياط ان لا يحتج به فيما يخالف الثقات 000 ] وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات والكتاب والسنة وأمراً معلوما من الدين بالضرورة وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء بما في ذلك أمور دنياهم . الله أعلم بأمور دنيانا منّا .
-----
من أمثلة كلام علماء السنة عن الاحتجاج بالأصل وأنه غير الاستشهاد عند مسلم ما يلي
( قال النووي في شرحه لصحيح مسلم ج 1 ص 91 في سياق حديثه عن أحد الرواة الضعفاء : فإن قيل : فإذا كان هذا حاله فكيف روى له مسلم فجوابه من وجهين أحدهما .. والثانى [ أنه لم يذكره أصلا ومقصودا بل ذكره استشهادا ] ) إنتهى.
وقال أبو الوفا الحلبي الطرابلسي المتوفى في القرن التاسع الهجري في كتابه المسمى التبيين لأسماء المدلسين ج: 1 ص: 222 ما يلي : ميمون بن أبي شبيب متكلم فيه ولم أر أحدا من الحفاظ وصفه اني رأيت بخط بعض فضلاء الحنفية الفقهاء حاشية في أوائل صحيح مسلم في المقدمة فإن قيل ميمون بن أبي شبيب مدلس وقد روى عن المغيرة بالعنعنة فلا تقبل روايته [ قلنا مسلم إنما رواه عنه استشهادا ] بعد ان رواه من حديث بن أبي ليلى عن سمرة. إنتهى.
وقال ابن حجر في كلامه عن أحد الرواة في تهذيب التهذيب ج: 1 ص: 183 : وقال بن القطان الفاسي لم يحتج به مسلم إنما أخرج له استشهادا. إهـ
من أمثلة ذلك التفريق بين الإحتجاج والمتابعة أيضاً : ما قاله ابن القيم في المنار المنيف 1/149 حيث قال ( وعلى ابن زيد قد روى له مسلم [ متابعة ] ولكن هو ضعيف وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما ينفرد به ) إهـ
لذا لا يحتاج المسلم المتدبر لكتاب الله وسنة رسوله أن يذكره أحد بأن الله هو علام الغيوب وأنه هو العليم الحكيم وأن الله الذي رضي لنا الإسلام دينا وشرعه لنا إلى يوم القيامة أعلم بأمور دنيانا منا. أيشك أحد من المسلمين في أن الله أعلم منه بأمر دنياه وجميع أموره . قال الله " قل أأنتم أعلم أم الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...&threadid=3893
هذا للاستفادة لمن كتب ولمن قرأ وان لم اشعر بالاطالة لكتبت عن لك عن قصة سيدنا عمر وحد السارق والرد على باقى مواضيع التدوينة ان اردت فقط ارجو التنويه فى تعليقك
تقبل تحياتى
At 4:26 AM, كريم عاطف said…
1
تصرف" أم علي" ليس تصرفا علمانيا، فيجوز الشراء من المسلم وغير المسلم على السواء، وقد يفضل غير المسلم إذا كانت بضاعة المسلم فيها غش أو رديئة الجودة أو غالية السعر، فتصرف أم علي هنا إسلامي تماما
بخصوص قصة النخل فالأمر ببساطة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخطئ حتى يعتذر إنما أدلى برأيه الشخصي الذي ظنه الناس تشريعا وعملوا به، والدليل على ذلك أنه عاد وسألهم عن حالة النخل، فلو كان تشريعا لما سألهم حتى لو حدث نوع ما من الضرر، كما حدث مثلا عندما جاء بعض الناس يسألون الرسول رخصة في شرب نوع من الخمور لأنه يعينهم على اتقاء البرد الشديد في بلادهم، فلم يرخص لهم الرسول بها، ولم يسألهم بعد ذلك عن حالهم وعن الوسيلة التي اتقوا بها البرد
ما أود قوله هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر، قد يتكلم بالوحي وقد يتكلم بغيره وإن كان الغالب هو الوحي، ولكنه يحرص صلى الله عليه وسلم على إيضاح ما يقوله، ويحرص أيضا بعض الصحابة على معرفة الفارق، ويبدو هذا واضحا في حديثين أوردهما كمثال، الحديث الأول عندما جاء الحباب بن المنذر في غزوة بدر وسأل الرسول عن المكان الذي نزل به جيش المسلمين، هل هو أمر من الله أم هو الرأي والحرب والمشورة، فلو كان وحيا من الله فلا نقاش فيه حتى لو بدا المكان غير مناسب من وجهة نظر الصحابي، أما لو كان رأيا عسكريا بحتا فهو يحتمل المشورة، وهذا يوضح حرص الصحابي على معرفة الفرق، أما الحديث الثاني فقد روي أن "عبد الله بن عمرو كان يكتب ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الغضب فلا تكتب كلما تسمع ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق - يعني شفتيه الكريمتين" واضح هنا أن الصحابة حرصوا على التفرقة بين ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم من وحي وبين ما يقوله من كلام عادي، وقد وضح لهم الرسول طبيعة كلامه في هذا الموضع لأن الرسول لم يغضب لنفسه قط، فقد كان يغضب لله ولانتهاك محارم الله
المشكلة تأتي عندما يأتي البعض بغير علم ويحاولون تفريق الكلام على أساس قياس عقلي بحت وعلى أساس قناعات سابقة لديهم حتى يصل الأمر إلى عدم الالتزام بمعظم الأحاديث النبوية، فلا يجب ان يخوض أحد في هذا الكلام دون أن يكون لديه حد أدنى من العلم الشرعي والإلمام بالتفاصيل، وأرى أن الكثير من العلماء السابقين قد اهتموا بهذا الأمر في الكثير من كتب شروح الحديث
2
اسمح لي بتوضيح شيئا هاما يعرفه كل علماء الدين وهو مقاصد الشريعة وهي : حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ المال، وقد جاءت الحدود للحفاظ على هذه المقاصد، فمثلا نجد أن حفظ الدين حده هو حد الردة، ونجد حفظ النفس بحد القتل ، ونجد حفظ العقل بحد الخمر ، وحفظ النسل بحد الزنا، وحفظ المال بحد السرقة، ولكن هناك شرطا أساسيا لتطبيق الحدود وهو تحقيق الأمن الاجتماعي للأفراد أولا قبل تطبيق الحدود، فلا يمكن تطبيق حد السرقة في ظروف المجاعة لأن الدولة لم توفر الطعام للمواطنين الذي هو من الحاجات الأساسية التي يجب توفيرها (المأكل والملبس والمسكن والعمل) على هذا الأساس أوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه العمل بحد السرقة في عام المجاعة، وليس تفكيرا علمانيا كما تقول
اعتذر على الإطالة وسوف أحاول الرد على الجزئين الباقيين ولكني لا أعدك وذلك لضيق الوقت
At 4:37 AM, سيزيف مصري said…
عزيزي أنونيموس 1
بالضبط، كما قلتُ وكما تعلم فالحياة اختيارات. ويقينك المرحلي أو النسبي سيتم تأكيده بمرور الوقت، أو مسائلته ومراجعته لتصير في فلك آخر. والمهم في أي حال أن تكون مقتنعاً بأنك "عملت اللي عليك". بس الأزمة إنك هتكتشف مشاكل أياً كان اختيارك اليقيني. يعني لإلحاد يحل مشاكل عظيمة، لكنه يخلق أخرى، وهكذا، تستمر الحياة ونستمر
مودتي
- - - -
عزيزي أنونيموس 2
بالنسبة لي فإن محاولة الطعن على الإحاديث أو تفسيرات الآيات القرآنية التي لا تتماشي (تماما) مع الإجماع أو التيار السائد، شيء متوقع ومفهوم. خاصة عندما يستخدمها البعض لأسباب خاصة. ولكني أختلف مع هذا، ودائماً أرحب وأحب الاختلاف وكل ما يخالف الإجماع لأني أري هذا من أطياف الديموقراطية. علي أي حال أحيي جهدك، ولكني لا أهتم كثيراً بتلك الملاحظات الإجرائية. فما أطرحه إحدي أوجه الحقيقة الممكنة. أما من يبحثون عن وجهها الوحيد، فيمكنهم دراسة تعليقك والبحث فيه
تحيتي
-----
عزيزي كريم عاطف
أوافقك علي موضوع الوقت هذا. علي أي حال تعليقي السابق كان لك أيضاً
تحيتي
------
سيزيف
At 10:24 AM, Anonymous said…
عزيزى سيزيف
انت ازاى بتختار طريقة اقناع مبنية على اخطاء ؟
مش انت برضه بتكلم الناس اللى عندهم تشدد ضد كلمة علمانية ؟
الناس اللى متمسكين بالاسلام بطريقة خطأ عشان كدة بتحاول ترد عليهم بتعليمهم طريقة الرسول و عمر بن الخطاب فى العلمانية
يبقى لازم يكون الكلام مبنى على ادلة دقيقة
ازاى عاوز الناس تعمل زى الرسول وعمر فى حاجة هما فى الاصل ماعملوهاش
ازاىى بتتأكد من صحتها لما تكون انت اللى بتتكلم وتلغى اهميتها لما يبدأ حوار معارض لمعرفة مكان الحقيقة
انا مش قصدى أكون سخيف بس انا عاوز المنطقية فى الحوار
على فكرة انا أنونيموس 1
تقبل احترامى
At 12:26 PM, Anonymous said…
أسف أقصد أنونيموس 2
عشان يكون الحوار متصل اذا امكن اتصاله
At 1:29 AM, سيزيف مصري said…
ما قصدته هو أولاً أن ما ذكرته ليس هو مجرد النقاط التي تفضل الزملاء بمسائلة صحتها أو لنقل محاولة هدمها لهدم الخطاب أو الموضوع كله. أعني أنه يظل لدينا الخطاب حتي بتلك الفرضية التي وضعوها، أن هناك ركائز في الخطاب تفتقر للمتانة والثبوت. ولهذا رأيت في ذلك خروج عن الموضوع. وثانياً أنه يستحيل التيقن من حدوث شيءبشكل لا يقبل الشك، لأننا ، والجميع، لم نكن هناك. وكل الأنساق العلمية التي تحاول ذلك، في داخل العلوم الإسلامية، لا يمكنها إثبات ذلك بأدلة مادية، فكل الموضوع محاولات واجتهادات لك ولغيرك أن يقتنع بها أو لا. ولكن حتي لا ننفي التاريخ نقول أن تواتر الروايات ووجود أسباب للثقة في مصادر معينة تجعلنا نصدق ما يروي ويحكي لنا. أما عني، فما ذكرته من أحداث أو أحاديث مثبت لدي لأسباب خاصة لدي، قل مثلاً أنني بحثت عنها وتيقنت منها. فحتي لا يتحول الحوار إلي مجرد عمل بحثي - رغم أهمية ذلك ولكن ليس هنا - ونترك الخطاب نفسه، طلبت ممن يريد التثبت من أي شيء ذكرته أن يبحث بنفسه، لأني لا أريد أخذ موقف الدفاع وذكر أدلتي، لأني لا أجد في أي ما ذكرته ما يسيء لأي أحد لو ثبت حدوثه - أعني عمر أو النبي. ولو قرأت الموضوع مرة أخرى ستجد نقاط أخرى كثيرة لم يذكرها الزملاء، لماذا؟ لأن الخطاب نفسه ربما لا يعنيهم، وإنما يزعجهم احتمال أنه علي صواب
At 6:21 AM, Anonymous said…
السلام عليكم
مبدأيا لا يمكن لعقل ان يعى كل ما حوله
ولا يمكن لبشر ان يفعل كل شىء
وقد جاء الاسلام وكان اخر رساله لله على الارض ارسلها مع خاتم الانبياء جميعا محمد
وقد كان ديننا يسرا وليس عسرا
وكان دين رحمه وموده وتالف بين الناس
وكان دين عدل وكرامه
وكان قرأنا متكاملا ليس فيه خطا
وكان رسولا على خلق كريم
وكان محمد لاينطق عن الهوى
هكذا ديننا
لا احد يلوم ام على على تصرفها وليست هيى بالعلمانيه
واعتقد انى لو كنت امام شيخ مسلم واخر كافر بالله ليس يهودى حتى او نصرانى
سوف اتعامل مع الامن والاجود ولاكن اذا كان هذا الشيخ رجل تقى امين زو بضاعه جيده سوف اتعامل معه واتنازل عن العروض الاجود من الاخر
ولاكن اذا كان هذا الشيخ غير امين وبضاعته غير جيده وربما يكون سارقا من يدرى فهو بشر مثلنا جميعا
اعتقد اننى سوف اتعامل مع الاامن اولا ثم مع الاجود
2
اما من ناحيه عمربن الخطاب فليس لدى علما بها ولن يكون لى راى فيها
.
3
الانسان خلق مسلما اى انسان على وجه الارض خلق مسلما لله وحده
سواء كان يهوديا ام مسيحيا ام مشركا
كلهم قد ولدوا مسلمسن
ولاكن عندما تولد مسلما ويربيك اباك يهوديا تصبح يهوديا بحكم مجتمعك وتربيتك. من ناحيه اخرى نجد المسلم كذلك.
ولاكن الله لا يترك عباده على حسب اهواء ابائهم ولا على حسب حكم بيئتهم او المجتمع الذى عاشوا فيه
الله اعدل وارحم من ذلك لقد اعطاه العقل وبين له الصواب اذهب الى اى مسيحى والى اى يهودى والى اى انسان سيقول لك ان الاسلام صحيح فيما يقول وهم كلهم بلا ادنى شك يعلمون هذا يعلمون ان الاسلام هو الحق وقد بينت كتبهم ذلك وبينت ان رسولا فى اخر الزمان هو محمد سيكون اخر الرسل اجمعين
ولاكنهم لا يريدون الهدى ويابوا ان يكونوا مسلمين
قد تحسب الان انى اهزى او ان عقلى ليس بالوعى الكافى ليتكلم عن هذه المشكله الكبيره ولاكن انت عندما تكون جالسا وتجد من ينادى بالصلاه ولا تذهب الى المسجد لتصلى هل يعنى ذلك انك لا تعلم ان الصلاه هى الفرق بين المسلم والمسيحى وغيرهم وهى الركن الذى يستند عليه الاسلام وهى اهم ركن يقربك الى الله وانك عندما تصلى تكون واقفا بين يدى الله
ولاكن رغم هذا تجلس مفضلا التلفاز على ان تقف بين ايدى لله
انت بهذا تعلم الخطا والصواب ولاكنك تفضل ان تكون جالسا على ان تصلى
اى انسان غير مسلم يعطيه الله ايات كثيره لتؤكد وحدانيته ويعطيه ايات ثانيه ليؤكد ان الاسلام هو الحق وهو الهدى من عند الله واى انسان يقتنع بما يعطيه له ربه من ايات له فى الارض ولاكنه لا يدخل فى الاسلام رغم معرفته به لانه يريد هذا . قد ترى الكثير يدخلون فى الاسلام ولاكن من الصعب جدا خروج احد من الاسلام بعدما عرفوه جيدا.
.
اذا كنت ترى ان الانسان مقيد بمجتمعه وان بيئته وابويه هما الذين يقررا عليه ماذا سيكون دينه
هل ترى ان قلت لك ان رجلا فى الاربعين يحتاج الي احد ان يخبره ماذا يفعل
هل ترى ان اخر فى الخمسين يحتاج الى من يقوده الى الدين الصحيح
هل ترى ان رجلا على فراش الموت دخل الاسلام سيدخل الجنه رغم ما فعله فى حياته كلها من قتل ونهب وسرقه
هل ترى ان انسانا مسلم ولاكنه يقتل ويسرق لن يدخل النار . بل سيدخل النار ويعذب فى القبر لامد غير قريب اليوم عند الله بالف سنه من عندنا اى اذا كان هذا المسلم الذى يقتل قد دخل النار سنه فانظر انت كم سيتعذب فيها؟
ان الله اعدل مما تظنون وان القرأن احكم مما تتوقعون واننالانعرفون شيئان عن الغه العربيه بقدر المسلمين الاوائل الذين كانوا يتكلموت لغه عربيه صحيحه وقد عجزوا ان يقولو ان القران به نقص او خطا وان قرأنا مثل قرأننا به ايات اذا قراتها تدمع عيناك مؤكد سيكون هو من عند الله ويكون محمدا صادقا ويكون الله عادلا وتكون رحمه ربك
وسعت كل شىء
ويكون محمدا لا ينطق عن الهوى
At 6:37 AM, Eng.mohamed said…
This comment has been removed by the author.
At 6:39 AM, Eng.mohamed said…
السلام عليكم
مبدأيا لا يمكن لعقل ان يعى كل ما حوله
ولا يمكن لبشر ان يفعل كل شىء
وقد جاء الاسلام وكان اخر رساله لله على الارض ارسلها مع خاتم الانبياء جميعا محمد
وقد كان ديننا يسرا وليس عسرا
وكان دين رحمه وموده وتالف بين الناس
وكان دين عدل وكرامه
وكان قرأنا متكاملا ليس فيه خطا
وكان رسولا على خلق كريم
وكان محمد لاينطق عن الهوى
هكذا ديننا
لا احد يلوم ام على على تصرفها وليست هيى بالعلمانيه
واعتقد انى لو كنت امام شيخ مسلم واخر كافر بالله ليس يهودى حتى او نصرانى
سوف اتعامل مع الامن والاجود ولاكن اذا كان هذا الشيخ رجل تقى امين زو بضاعه جيده سوف اتعامل معه واتنازل عن العروض الاجود من الاخر
ولاكن اذا كان هذا الشيخ غير امين وبضاعته غير جيده وربما يكون سارقا من يدرى فهو بشر مثلنا جميعا
اعتقد اننى سوف اتعامل مع الاامن اولا ثم مع الاجود
2
اما من ناحيه عمربن الخطاب فليس لدى علما بها ولن يكون لى راى فيها
.
3
الانسان خلق مسلما اى انسان على وجه الارض خلق مسلما لله وحده
سواء كان يهوديا ام مسيحيا ام مشركا
كلهم قد ولدوا مسلمسن
ولاكن عندما تولد مسلما ويربيك اباك يهوديا تصبح يهوديا بحكم مجتمعك وتربيتك. من ناحيه اخرى نجد المسلم كذلك.
ولاكن الله لا يترك عباده على حسب اهواء ابائهم ولا على حسب حكم بيئتهم او المجتمع الذى عاشوا فيه
الله اعدل وارحم من ذلك لقد اعطاه العقل وبين له الصواب اذهب الى اى مسيحى والى اى يهودى والى اى انسان سيقول لك ان الاسلام صحيح فيما يقول وهم كلهم بلا ادنى شك يعلمون هذا يعلمون ان الاسلام هو الحق وقد بينت كتبهم ذلك وبينت ان رسولا فى اخر الزمان هو محمد سيكون اخر الرسل اجمعين
ولاكنهم لا يريدون الهدى ويابوا ان يكونوا مسلمين
قد تحسب الان انى اهزى او ان عقلى ليس بالوعى الكافى ليتكلم عن هذه المشكله الكبيره ولاكن انت عندما تكون جالسا وتجد من ينادى بالصلاه ولا تذهب الى المسجد لتصلى هل يعنى ذلك انك لا تعلم ان الصلاه هى الفرق بين المسلم والمسيحى وغيرهم وهى الركن الذى يستند عليه الاسلام وهى اهم ركن يقربك الى الله وانك عندما تصلى تكون واقفا بين يدى الله
ولاكن رغم هذا تجلس مفضلا التلفاز على ان تقف بين ايدى لله
انت بهذا تعلم الخطا والصواب ولاكنك تفضل ان تكون جالسا على ان تصلى
اى انسان غير مسلم يعطيه الله ايات كثيره لتؤكد وحدانيته ويعطيه ايات ثانيه ليؤكد ان الاسلام هو الحق وهو الهدى من عند الله واى انسان يقتنع بما يعطيه له ربه من ايات له فى الارض ولاكنه لا يدخل فى الاسلام رغم معرفته به لانه يريد هذا . قد ترى الكثير يدخلون فى الاسلام ولاكن من الصعب جدا خروج احد من الاسلام بعدما عرفوه جيدا.
.
اذا كنت ترى ان الانسان مقيد بمجتمعه وان بيئته وابويه هما الذين يقررا عليه ماذا سيكون دينه
هل ترى ان قلت لك ان رجلا فى الاربعين يحتاج الي احد ان يخبره ماذا يفعل
هل ترى ان اخر فى الخمسين يحتاج الى من يقوده الى الدين الصحيح
هل ترى ان رجلا على فراش الموت دخل الاسلام سيدخل الجنه رغم ما فعله فى حياته كلها من قتل ونهب وسرقه
هل ترى ان انسانا مسلم ولاكنه يقتل ويسرق لن يدخل النار . بل سيدخل النار ويعذب فى القبر لامد غير قريب اليوم عند الله بالف سنه من عندنا اى اذا كان هذا المسلم الذى يقتل قد دخل النار سنه فانظر انت كم سيتعذب فيها؟
ان الله اعدل مما تظنون وان القرأن احكم مما تتوقعون واننالانعرفون شيئان عن الغه العربيه بقدر المسلمين الاوائل الذين كانوا يتكلموت لغه عربيه صحيحه وقد عجزوا ان يقولو ان القران به نقص او خطا وان قرأنا مثل قرأننا به ايات اذا قراتها تدمع عيناك مؤكد سيكون هو من عند الله ويكون محمدا صادقا ويكون الله عادلا وتكون رحمه ربك
وسعت كل شىء
ويكون محمدا لا ينطق عن الهوى
At 12:29 AM, سيزيف مصري said…
علي أي حال، لنحلل ما قاله الأخ أنونيموس 2 لوجاهته ولأسباب أخرى، وكذلك كنوع من التمرين العقلي، رغم تحفظنا علي النقد التجزئي للخطاب:
نوافقه بالطبع علي هذا التمييز بين ما أورده الإمام مسلم في صحيحه احتجاجا وما أورده استشهادا
ولكن ما تعني تلك الرواية الأولي التي أوردها واصفاً إياها بالصحيحة؟ تعني أولاً ثبوت حدوث تلك الحادثة - مع اختلاف كلمات الرواية - أي أن النبي ص قال اجتهادا أو ظنا أو سمه ما شئت، وبناء عليه سلك الناس سلوكا مختلفا عما يسلكون، ولم يثمر النخل في ذلك العام. يردنا هذا إلي تلك الفكرة، أن هناك مصادر أخري يقينية وليست ظنية لا يأتي بها الوحي. لم يأت الوحي بتلك المعلومة في علم الزراعة، ولم يعلمها النبي بمعرفته الشخصية الذاتية. كانت هناك حاجة لمصدر آخر للمعرفة
يعني هذا كذلك أننا يمكننا طرح جملة أن هناك شئون دنيوية كان يعلمها الناس وقتها ولا يحيط بها علم النبي، وتصبح جملة أنتم أعلم بشئون دنياكم مفهومة. لماذا حاشا لله أن يقول ذلك؟ ألا تؤكد الرواية قصور معرفته عن أمر دنيوي لم يأت به الوحي؟ وفي مناسبات أخري مثل تبني رأي لصحابي في الاستراتيجية العسكرية؟
ثانياً: ماذا عن الكلمات التي بين أقواس مربعة في الرواية التي وصفتها بالصحيحة؟ []إنها كلمات لم تورد في الرواية ويضيفها الشارح لتوضيح المعني. وكلمة الظن التي اعتمدت عليها في مداخلتك لم تورد أصلا في كلمات النبي وإنما في إضافات الشارح.وإذكر هذا فقط لأشير إلي صعوبة إن لم يكن استحالة التيقن من صيغة الكلمات، ولكن الحدث نفسه يمكن الاجماع علي حدوثه
At 8:07 AM, Anonymous said…
المقالة رائعة واحييك عليها وقد وضعتها فى مدونتى مع خالص الشكر لسماحك لى بذلك
http://basmagm.wordpress.com/2008/12/12/%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%83%d8%a7%d8%a6%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%ae%d8%b1%d9%89/
At 12:35 PM, Anonymous said…
الاخ سيزيف
هل تكرمت واخبرتنى من اين أجد الرواية الحقيقية لقصة عمر بن الخطاب مع السارق؟ هل هى فى أحد الصحيحين بخارى أو مسلم؟
ثانيا هناك الاف القصص اى وردت الينا من الاف السنين والفاظ لم نتحقق من صحتها وقد لا يهتم الكثيرين باللفظ قدر اهتمامهم بالمعنى على الرغم من احتمال حدوث تضليل باختلاف الالفاظ
ولكن حرصا من نقلة الاحاديث على صحة الاحاديث يسمعون الروايه لاكثر من راوى ويجمعونها وايضا معهم دراسة تتاريخية للرواه فاذا اخبرك حديث مرتين بالفاظ مختلفة احد الرواة كاذب والاخر ممن نعرف سيرتهم مثل عبد الله بن عباس مثلا الا يجب علينا الاختيار ممن كانوا يحرصون؟
ثانيا هناك بعض الاحاديث التى وردت عن الرسول بالفاظ مختلفة وكلا اللفظين صحيح حيث ان هناك بعض الاحاديث قالها الرسول اكثر من مرة مع تعمد تغيير اللفظ
لا يمكننا ابدا اعتبار ان الاحاديث غير موجودة لانه لا يوجد بديل للدين عن القرأن والسنة
اما الرحمة فى من اختيارنا
الا تجد فى ارادتك ما يجعلك تختار طريق تنال فيه رحمة أو لا؟
انظر الى الموضوع من ناحيتك ولو لدقائق
دعك لحظة من عدم رحمة الكافرين
اليست افعالنا هى التى نفعلها بانفسنا؟
ان الحياة القصيرة من الرحمة فعندما يرى الانسان انه اشرف على الموت فانه يتذكر ان هناك حسابا
لقد ذكر مصطفى محمود سؤالك هذا فى كتاب الله والانسان ولكنه ايضا رد عليه فى كتاب حوار مع صديقى الملحدوفى جزء صغير من كتاب رحلتى من الشك الى الايمان
اى انه هو نفسه من اوحى اليك بالفكرة كان من المتنازلين
فلتحاول ان تأخذ الاتجاه المعاكس ربما وصلت الى اجابة
شكرا
At 1:47 AM, سيزيف مصري said…
عزيزي إمام
الطرح الجدلي بتراجع أي أحد عن موقفه يقابلني من زمن. قيل لي عن طه حسين وعن علي عبد الرازق وغيرهم، ودعنا لا نناقش إن كان حقيقة أم إدعاء. ولكن لنفرق بين موقف اتخذته أو رؤية لك أن تغيرها إذا شئت، وبين دراسة علمية أو سؤال طرحته. في الحالة الأخيرة أظن أنه لا يهم ندمك أو توبتك أو تراجعك أمام بطش الرجعية..أو..لأن الأمر هنا ليس شخصياً. ما دام تجاوز ما في قلبك، أو له شكل علمي فيصير من الهراء الاعتذار أو التنازل عنه. يمكن فقط الاإجابة عليه أو تفنيده إذا كان هناك تفنيداً.
وبالنسبة للدأب السيزيفي، فلا بأس من تجربة الاتجاه المعاكس ولا اتجاه، وإن كنت لا تأمل كثيرا في الوصول
بخصوص تلك الرواية عن قصة سرقة غلمان لابن حاطب بن أبي بلتعة ناقة لرجل من مزينة ف عام الرمادة، فلقد رواها: مالك في "الموطأ"، وعبد الرزاق في " المصنف" و البيهقي في "السنن الكبرى" وابن حزم في "المحلى" وعلي علمي لم يشكك أي أحد من العلماء المسلمين في تلك الرواية وإنما يشرحون ملابساتها كما ذكرت. وعلي أي حال أظن أنه يمكنك محاولة اجراء بحث تاريخي عن تلك الفترة التي سميت بعام الرمادة، وكيف كان عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين يتعامل أمام ظروف المجاعة، هل كان يضعها في الاعتبار في الحكم علي السارقين أم كان يعطيهم الخيار بين قطع اليد والموت جوعا
At 12:01 PM, Anonymous said…
عزيزى سيزيف
انا فعلا اعرف ماورد عن القصة لكن
أود التأكد من صحتها لان هناك من أنكرها من علماء المسلين وان كنت لا أريد النقاش فيها الان لحين الوصول الى الحقيقة التاريخية الا ان هناك رايين اولهما ان الحادثة لم تقع أساسا والثانية انها حدثت لان جميع الحدود لها شروط للتنفيذ وهى بالنسبة للسرقة ان تبلغ السرقة نصاب معين والا يكون الاضطرار موجودا ولحين الوصول لحقيقة تاريخية مؤكدة اتمنى لك ايضا التوفيق فى الحصول على الحقيقة
وان كان يتضح اننا خرجنا عن موضوعك الاصلى الا اننى ارى انه لا يمكن الوصول لاستنتاجات صحيحة مبنية على تاريخ خاطئ
فلنبحث معا عن الحقيقة ربما نقترب
اعتقد انه لنا لقاء أخر
شكرا للتواصل
At 12:09 AM, سيزيف مصري said…
أود أن أقول أنه ربما لا يوجد تاريخ "خاطيء" وتاريخ "صحيح". يستحيل أن تتيقن من حدوث حادثة ما دمت لم تكن هناك، وحتي في وجودك يمكن أن يخدعك بصرك أو سمعك، أو يقوم شخص بخداعك لسبب أو آخر فيسمعك أو يجعلك تري ما يريدك أن تحكي وتقسم أنك رأيته (الفوتوشوب والفيديوهات الزائفة والكاميرا الخفية كمثال). كذلك يردد المهتمون بالتاريخ مقولة أن التاريخ يكتبه/يصنعه المنتصر، وأظن هذا مفهوم، أعني إخفاء ما يزعجك ولا تريد نشره، والعكس الترويج لما تود أن يصدقه الناس، عندما تملك القوة لتحقيق ذلك
لكن دعنا ننتقل بالحوار إلي أفق آخر. دعنا نلعب.
تعامل مع تلك الحادثة أنها فرضية يحتمل أنها حدثت. وهذا ليس باختراع، فهذا من مدرسة الإمام أبو حنيفة واسمه في الفقه افتراض المسائل. دعنا نفكر، في ظروف مجاعة يموت فيها الناس، تلك الظروف الاستثنائية، ماذا عن من يرتكب جريمة السرقة؟ يعفي عنه، يعزر، يسجن، تقطع يده؟ هل لنا الخروج عن الآية التي تحدد حكم "مطلق" بغض النظر عن المكان أو الظروف؟
ثانياً، هل إذا صح حدوث تلك الواقعة، يعني هذا أن عمر بن الخطاب قد أثم أو حتى كفر ب عدم تنفيذ حكم واضح في القرآن وتعطيل حد من الحدود؟
At 10:05 AM, Anonymous said…
فى رايى ان صحت الحادثة فهى ليست اسقاط حد من حدود الله
وانما هل فعلا تفسير الاية كان تفسير مطلق؟
وردت ايات اخرى تؤكد ان لحم الخنزير والخمر حرام
ووردت ايات تؤكد ان اى فعل ورائه اضطرار هو فعل جائز فى كل الاحوال
الا تنطبق هذه الايه على الحدود ايضا ؟
فالقرأن الذى ورد فيه حد السرقة هو الذى ورد فيه الاباحة للمضطر أو دعنا نقل العفو عن المضطر
"فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه"
فمثلا فى القانون القاتل يحكم عليه بالاعدام
لكن الدفاع عن النفس لا يمكن معاقبته نفس العقاب فتوضع قوانين فى موضع أخر لمراعاة مثل هذه النقاط
فقد وضع الله العقاب ووضع الرحمة للمضطر
اما التاريخ فلا افهم ما المغزى من عدم تصديق تاريخ تحقق من صدقه الكثيرين
ليس فى التاريخ فوتوشوب ولكن فيه رواه صادقين ورواه لا يهمهم تضليل الناس فيصدقون
هناك مثال اخر من كان يسب الاله مثلا ويبارك الاصنام ويسجد لها كان يلقب بالكافر ولكن فعلها بعض الصحابه فى بداية ايمانهم تحت باب الاضطرار واجازها الرسول
اعتقد ان الاضطرار هو ما نبحث عنه فى هذه الاحتمالية
At 1:55 AM, سيزيف مصري said…
ما ذكرته من أنه "من اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه" هو النصف الآخر من آية في سورة البقرة، كما تعلم
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173)
وما فعلته أنت باقتطاع جزء منها خارج لا يختلف كثيرا عن اقتطاع "ولا تقربوا الصلاة" وأنتم سكاري
لأن الله لو اراد لأضافها إلي "السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا" ولكنه لم يفعل. هذا عندما ننظر للآيات باعتبارها مطلقة، أي ليست نسبية يختلف تفسيرها وتطبيقها واحتياجنا لها من وقت إلي آخر.
رغم ذلك، فما تقوله يجعلنا نتفق، في النهاية. لأن موقفك من الفرضية، يجعلك، مثلي، تقوم بإعمال العقل. تلك الإضافات لتفسير أو تعليق علي الآية تعتبر بمثابة متن هامشي إضافي، يوازيها، يسلبها الإطلاق ويجعلها أقرب لنا، البشر
أما أن نقبل هذا، أو نتعامل معها حرفيا دون تفكير ولا حساب للسياق والظروف والملابسات، باعتبارها أمر مقدس ينبغي أن ننفذه كما هو. وهذا الحكم علي ما هو نسبي (خاص بالبشر) بماهو نسبي (خاضع للعقل) وليس بما هو مطلق (آية مطلقة دون هامش)، هو جوهر العلمانية، التي ليست حرام ولا كفر
At 12:53 PM, Anonymous said…
لكنى لم اقصد اقتطاع الايه
لكن هذا من طرق معرفة الاحكام
القياس وهو تنفيذ الحكم المشابه للفعل المشابه مادام الاضطرار اباح اشياء فى القران وورد انه اباح اشياء فى السنة ايضا كما ذكرنا قبلا فيتم القياس
لكن دعنا من هذا فانا أختلف معك فى رايك فى العلمانية
العلمانية تعنى عدم اعمال الدين فى شؤون الحياه
ان جعلنا الدين امرا ثانويا فتخيل ماذا تجد من الدين بعد اعوام لن تجد الا بقايا تاريخ الا انى لا اخشى من ذلك فللدين رب يحميه ولكنى اخشى فقط الا نكون موطنه
اذا افترضنا ان رجل لا يدين بالاسلام تقدم للزواج من مسلمة والدين يمنع ذلك الا ان الحياه لا تمنع فما الخسارة الدنيوية التى قد تحدث للفرد أو المجتمع؟ لا شئ اذا افترضنا ان ثقافة التعصب غير موجودة
اذا عرفنا ان الصلاة عماد الدين ولم نحافظ عليها ماخسارة المجتمع ان ذاك؟
ماالذى يجنيه الحجيج بعد انفاق مبالغ طائلة على هذا العمل الذى لو سألنا العلمانية عنه لنعتته بطقس الاغبياء؟
هناك قدسية لافعالنا اذا
لا يمكننا الحكم على ما هو نسبى بما هو نسبى الا فيما لا يخص الدين
مثل اختيار النوم على السرير أو الارض
وبالتالى لا يمكننا اختيار قطع يد السارق أو العفو عنه فى حال وجود حكم نص بذلك واظن ان هذا قد يرجعنا الى البداية وهى البحث عن حقيقة ماحدث
At 10:58 PM, سيزيف مصري said…
ضحكت كثيرا عندما قرأت تعليقك الأخير
هذا نموذج لما يمكن أن يكون عليه الحوار الدائري الذي يعود للبداية، مهما تصورت أنه يتطور
ولتفهم ما حدث، فأنت رفضت أن تواصل مناقشة مجرد فرضية فرضتها لأنها أوصلتنا إلي ما لا تقبله
على أي حال، من حقك طبعا أن تختلف ع رأيي في العلمانية، ومرحبا بك في حوارات أخرى
تحيتي
At 3:28 AM, Anonymous said…
ياعزيزى الضحوك
الفرضية التى تتكلم عليها لم تصل بى الى شئ حتى الان فانا لست من المتعصبين حتى أرفض ما يقبله العقل انما لسنا نتكلم عن قرار جمهورى أو تعديل دستورى من صنع البشر
لاحظ اننا نتكلم عن أحكام شرعية نحاول فهم ايات الله وكيفية تنفيذها فلا يكون الامر بالسهولة التى تتخيلها
At 3:47 AM, كريم عاطف said…
عزيزي سيزيف
يبدو أن مياه كثيرة جرت في الفترة الماضية
أعرف أني تأخرت كثيرا جدا في متابعة ردك ولكني كنت أتمنى أن تناقشي فيما قلت حتى أعرف ما هو مدى اقتناعك من عدمه
فقط تعليق صغير على الجزئين الثالث والرابع
3
كونك مسلما يعني اقتناعك بما جاء به الإسلام وعلى ذلك لا يمكن أن تقرأ الكتب الأخرى دون ان تعرف إسلامك جيدا، لأنك هكذا تبدو كمن ترك كتابا في الفيزياء مثلا-طبعا تشبيه مع الفارق-ليقرأ كتابا آخر وهو يعرف من الكتاب الأول أن القواعد والقوانين الفيزيائية قد حرفت وتغيرت في الكتاب الثاني، إلا إذا كنت متشككا في الكتاب الأول، كذلك الحال معك إذا كنت مقتنعا تمام الاقتناع بدينك فلا تقرأ في الأديان الأخرى إلا بعد أن تعرف دينك، إلا إذا كنت متشككا أيضا ففي هذه الحالة انت في مرحلة البحث عن الدين المناسب فسوف تقرأكل شيء حتى تصل إلى الحقيقة من وجهة نظرك
4
لن تجد دينا على قدر علمي يعترف بالأديان الأخرى ويقر بتماثلها معه وبحق اتباعها في جنته التي يعدها لاتباعه، ولكن ذلك لا يعني الحجر على أديان الآخرين فكل له الحق في اتباع الدين الذي يراه مناسبا له ويؤمن به، وفي الأمور الدنيوية تكون الشراكة كاملة وهذا مبدأ إسلامي أصيل
At 8:42 AM, Eng.mohamed said…
اعتقد ان النقاش فى هذا الموضوع قد يطول
ولاكن اود ان اعلم سيزيف بان ليست صخرته السبب فيما هو فيه
وليست يده السبب فى عذابه
اعتقد ان مشكله سيزيف تكمن في خطأ حساباته
فليترك سيزيف صخرته
وليكف عن الشكوى من كلل يده
ولينظر فى داخله
حتما سيرى الحقيقه
سيرى ما سبب المه
سيعرف ما سبب وجوده
فقط اذا نظر داخل قلبه
وعليه ايضا ان يترك هذا العالم ويقف على كوكب بعيد ليرى الحياه بشكل مختلف
وينظر للحياه من منظور مختلف
سيعرف عندها ان باستطاعته ان يحرك
العالم
وحده
وبيده
ان أراد
Hamada
http://ketabat-hamada.blogspot.com/
At 2:25 PM, سيزيف مصري said…
الأخ كريم
مرحبا بك وباختلافك في كل وقت
عزيزي حماده
ابحث في أسطورة سيزيف القديمة، وكذلك الحديثة، أسطورتي. الصخرة العقاب لا احملها باختياري. تركها يعني الموت كما أن الاستمرار بها يعني الموت. ولكن لهذا حديث آخر
"
العيب في الصخرة سيزيف
أم في يديك السائبة
أم العيب كل العيب فيمن لا يطيع؟
من استطاع أن يقبل فليقبل
"
أشكرك
At 2:01 PM, Eng.mohamed said…
لو عدنا لنتدادرس سيزيف فلن ننتهى
ولو تكلمنا عن سيزيف فى العصر الحالى سنمل قبل ان نعرف الحقيقه
ولاكن يمكن لسيزيف ان يحطم صخرته ان أراد
أو أن يصنع طريقا تسير عليه صخرته بدون ان تكل يده
ولاكن ما كان على سيزيف من البدايه ان يمسك بصخره ويدفعها الى اعلى
كان عليه ان يفكر بقلبه
قبل ان يعى بعقله.
عفوا هذا رايى شخصى
اما من نواحى كثيره
قد تجد فيها رايى غامضا
ولاكن قد تجد في غموضه الحقيقه
Post a Comment
<< Home