سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Friday, September 22, 2006

ليلي: تاء التأنيث المربوطة

ليلي: تاء التأنيث المربوطة
ليلي في الأصل عورة. عندما تنادي جارتنا في الدور الأرضي علي أمي لا تناديها باسمها، ولا حتى صيغة "أم سيزيف" المعتادة، ولكن تناديها باسمي..."سيزيف". أحيانا ما أجيب عليها لأفهمها أن نداءها به مشكلة، وهو ما لا تدركه. هنا لم يتوقف الأمر علي إبدال الاسم المؤنث بصيغة مؤنثة تحمل اسم مباح، ولكنه صار إقصاءاً لكل ألفاظ المؤنث في الاسم - أعني "أم". يتم تبني اسمك لتكوين تلك الصيغة عندما تكون أنت "الولد"، بغض النظر عن ترتيبك بين إخوتك البنات، فيتم إقصاء أسماء البنات "الأكبر"، من أجل اسم الولد حتى حديث الولادة، ليصير الأب وتصير الأم أبو أو أم الولد. فيما يتعلق بأسماء الإشارة وصيغة الخطاب فعندما يكون رجل + أي عدد من النساء
(10، 100، 1000،....)
فالاختيار هو المذكر، فيقال "عنهم" وليس "عنهن" وأنهم "أتوا" وليس "أتين"، ما دام هذا الرجل معهم. تلك هي قواعد النحو. في حالات كثيرة يتم تأنيث الاسم بإضافة تاء التأنيث المربوطة لنهايته. وتكون المؤنث "سيزيفة" و"كريمة" و"راضية"...الخ، سواء اعتبرناه تغطية للمؤخرة أو إضافة الملحق الأنثوي المربوط: التاء
في اللغة الإنجليزية يمكن أن تشير لمدرستك أو مدرسك بكلمة
teacher.
فالأسماء في تلك اللغة في الأساس تستخدم للذكر والأنثى معاً. من هنا كانت ضرورة
(He or she أو His or her )
كصيغة ترجح أي الاحتمالين بنفس الدرجة تقريباً. في لغتنا العربية نجد حضوراً أكثر للتمييز بين الجنسين، إنه وعي مترسخ في الثقافة يلزم إعادة بناء الأخيرة من جديد للتخلص منه. نفكر باللغة؟ ربما نشعر أيضاً بها..

دائماً ما يتم تجاهل مصافحة ليلي الجالسة معه أو معهم، أو لنقل تبني طريقة أخري للتحية، الكلام أو الإيماء. يجعل هذا ليلي أكثر حصانة، فيجب ألا يطول الوقوف عندها أو إعطاؤها مساحة انتباه/رؤية أكثر من اللازم. هذا ناهيك علي أنها قد تكون محتجبة أو ترتدي الحجاب أو لا تصافح "الذكري" أصلاً، فتكون تلك الطريقة الإقصائية أفضل لإنهاء احتمالات الإحراج. ويصير هذا هو الوعي والمعتمد، والخروج عليه شذوذ أو صفاقة وقلة أدب. هل سمعتم عن ليلي شكت من ذلك الإقصاء المقصود/الغير مقصود عند المصافحة؟

لأنه "ما عندناش بنات تتطلق" ولأن المطلقة تصبح عورة أو عرضة لاقتحام أو تطفل الغرباء بدون الغطاء الذكري= الزواج، فيجب دائماً تبني وجهة نظر الحكماء في الصبر أو محاولة الإصلاح. أو وجهة نظر العلماء في الدعاء للزوج بالهداية وانتظار الفرج الذي يأتي في النهاية بشكل أو آخر – الموت مثلاً. الأسرة أهم. يستميت الحكماء والعلماء وأهل الاجتماع والقضاء في سبيل ألا يحدث الانفصال وتصير ليلي في العراء، وحيدة، بدون غطاء. إنه، في النهاية، بغيض بغيض. أبغض الحلال

يصير الوعي بوجودها طاغياً لأنه استثناء، ليلي في الأساس في الخيام، تحت الحجاب، في البيت، تحت المراقبة دائماً ليلي "في" أو "تحت"، فلا بد من التغطية أو الحماية الشرعية. من هنا كان العقاب لهن في التظاهرات بالانتهاك الجسدي من قبل بلطجية أو رجال النظام وتحت بصر الأمن. ما دمن قد تجرأن وخرجن وانكشفن فيستحققن كل هذا وزيادة...إنهن "....."ه
حتى ليلي نفسها قد يتأثر وعيها بالثقافة السائدة، فتجد مشكلة فيمن لا يعاملها كليلي. ليلي قيس.
يقولون ليلي بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا

حسناً، نتحدث عن منظومة وبناء اجتماعي يصعب تحديه. عن مجتمع لا يغفر فيه رجل لامرأة أن تعترف له بحبها أو تعطيه نفسها قبل الزواج أو أن يكون لها ماضي. عن موقف من كتابتك في قضية مثل هذه يختلف تماماً إذا كنت تقصرها علي الاجتماعي أو تتجاوزها إلي ما هو ديني. عن ليلي لا تغفر لقيس أنه يحتاج لها أكثر مما تحتاج هي إليه
.
يقولون ليلي بالعراق
فيا ليتني...

لمبادرة كلنا ليلي

سيزيف

2 Comments:

  • At 11:52 AM, Blogger amira said…

    i cheer when i find the man who has the courage to call for equality in this matter .. but applaud and respect only the man who looks at himself and starts the change .. i guess for that prometheus's punishment was more worth the while.

     
  • At 7:17 AM, Blogger سيزيف مصري said…

    You are too kindly-hearted, honey, with regard to the punishment you recommend more. But you owe me an explanation, as what I got that yu ask me to 'begin charity at home', though I think I do. Maybe I do not get a clue for my slip or sin.

     

Post a Comment

<< Home