سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Saturday, December 09, 2006

شادي ركض يتفرج


شادي ركض يتفرج

في هذه المرة، فإن "يتفرج" لا تعني الفرجة كما في أغنية فيروز، "شادي"، وإنما تعني الفَرَج، البحث عن الفرج. كان شادي علي موعدٍ معهم وعلي فراقٍ معنا، سافر إلي مدينة الضباب، من أجل الفرج، الحياة التي فشل في أن يجدها هنا، وفشلت في أن تجده. ملمس ناعم آخر يبتعد، ودفء آخر يتواري، ليتركك في حجرتك/العالم الصغيرة/الكبيرة.
شادي لويس
هل تفسد المعرفة والثقافة المشاعر؟ شادي كان الإجابة، بقدر ما يبهرك بما يعرف كان يبهرك بما يشعر، فيقاسمك ذلك العبء الذي كنت تحبه أحياناً وتكرهه أحياناً، أن تشعر بما لم يقال
لم أجرؤ أن أخبره علي الليلة الأولي الصعبة، التي قضيتها قبل سفره، بعد ما عرفت – لم أحب أن أزيد مهمته صعوبة، أن يرحل تاركنا خلفه. عرفت أنني لن أجده عندما احتاج إليه مثلما كان دائماً هناك، دون أن يخلف موعداً. والآن لم يبق من الملمس الناعم ولا الدفء الكثير، فلديك وعد آخر بالرحيل، تنتظره.

يجب أن تتصرف كالرجال، أليس كذلك؟ تعلم أن الحياة تستمر بدون أي أحد وكل أحد. استمرت بعد المسيح والحسين وناظم حكمت وسيد درويش وسعاد حسني والخمسين محترق في مسرح بني سويف وأيمن حامد. وتعلم أن رحيل شادي ليس النهاية، فهو قد رحل ليبدأ من جديد، لا لينتهي. تعلم أن "هنا" قد انتهي له، كما يجب أن ينتهي لك أيضاً، رغماً عنك. تعلم هذا، فلما الألم؟
ليس لديك إجابة؟
ربما كان ذلك الطفل الذي يخاف الثلج الذي يغطي الحياة، وكلما زاد الزحف زاد الخوف، بأن النهاية تقترب، لا، ربما لا تخاف النهاية، وإنما الانتظار، انتظارها تحت الثلج، وحدك وحدك وحدك، من جديد. تنكمش تلك الأرض التي تجرؤ وطئها دونهم، فتعود من جديد للكهف المعتم المقبض الذي كنت فيه، فعلي الأقل، رغم كل ما لا تحبه فيه، تجد فيه الدفء .
العام الماضي كان أول خيط الرحيل، واستمر حتى بدا بلا نهاية. يبدأ الرحيل في أيلول/سبتمبر، ويستمر حتى أول العام، فتحتفل في رأس السنة بأن العام قد انتهي، وبأنه لا مزيد من الرحيل حتى أيلول القادم. نعم، لا زال هناك وقت للفراق هذا العام 2006.

"وحدك تصيخ لأنفاسك..صوت البكاء
يقولون أنه يجب أن تبقي رجل
كثيرة هي هذه ال "يجب"ه
الصلب من هذه الأشياء التي تجب
علي أولئك التعساء
المحزونين
الذين يعرفون!"

ماذا تعرف؟ أنه عام الرحيل، عام الثلج؟

ويحمل سيزيف الصخرة من جديد، لعله يصل، لعلها لا تسقط، لعل السماء...ه


سلام إليكم وعليكم أينما كنتم، أحبائي

وإليك يا صديقي..حبي
وشوقي للقاء
أنا


10 Comments:

  • At 3:57 AM, Blogger بعدك على بالى said…

    انه الرحيل ياعزيزى قهرا سهوا
    لافرق ولا جدوى من محاولات الابقاء
    الرحيل - كلام مكرر لتفاصيل جديدة، اسم اخر يضاف، وجع جديد،
    ونحن؟
    اما آن لنا ان نرحل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    عن نفسى احب وارغب واسعى

    هون عليك

     
  • At 5:08 AM, Anonymous Anonymous said…

    ولو إني يعني مش عايز أسرف في التخيلات عن تلك البلاد الهتلرية التي رحل اليها شادي إلا إن الأوضاع هنا طين جدا. لا أظن أن شادي سيرجع يوما، ولا أظن أنك يا سيزيف ستبقي هنا لأكثر من سنتين علي أقصي تقدير. عش حياتك

     
  • At 7:47 AM, Blogger سابرينا said…

    انت كمان هترحل
    قوة تحملك هتضعف
    وهتفكر في الرحيل
    because there is nothing thing will change here,so you will searche at another place
    so travel where your friend went

     
  • At 2:54 PM, Anonymous Anonymous said…

    أخلاصك لصديقك قيمه أحترمها جدا .. لكن يا صديقى العزيز لنكن واقعيين .. شادى تركنا و رحل باحثا عن مستقبل بأمر الله أفضل .. من قال أنه هو نفسه حزين ؟ افرح له بالبدايه الجديده .. نعم سنفتقده .. لكن سيعزينا أن امامه هناك فرصه أكبر للنجاح و الحياه

     
  • At 10:51 PM, Blogger عشتار said…

    سيزيف
    أول مرة ادخل مدونتك وأجدها جميلة كعزفك على العود
    جميل احساسك بصديقك , نتمنى لشادي الفرج ولكن نتمنى لمصر ولأصدقاءة أن يعود شادي
    سلام

     
  • At 3:02 AM, Anonymous Anonymous said…

    الرحيل
    دائما لا اجد اجابة لمعني هذة الكلمة , لا استطيع ان اعترف بوجودها داخل قاموس الكلمات , لا اتفهمها لكنها دائما ما تفرض نفسها علينا قصرا , و لا مهرب من ان نتحملها لان هذا هو ما يجب دون ان نعرف الاسباب عديدة تلك الاشياء التي تجب علينا . الرحيل كما تعودت ياتي دون ان اتوقعة , اعتدت ان اثق في الزمن اعتدت ان اشعر بة طويلا ممتدا لا نهاية لة و لكنة دائما ما يكون مفاجاء ياتي في اكثر اللحظات استقرارا , في اللحظة التي ترغب فيها بالسكون و البقاء.... لا اعلم اين الخطاء
    لما الحزن الم نتعود احساس دائم بالرحيل عن كل شى عن الزمان المكان عن الذكري عن الاخر و الذات , احساس دائم بالرحيل عن اشياء عدة , رغبة لا تنقطع لمعرفة سبب هذا الاحساس .. و لكن لا اجد اجابه

     
  • At 5:25 AM, Anonymous Anonymous said…

    عندك حق يا ايمن .
    وربنا يفرجها على الكل بس مش بره البلد لاحسن كده تفضى,
    انا حبيت اول كلام اكتبو هنا يكون الرد على الموضوع ده لان شادي فعلا غالي عليه جدا .

     
  • At 2:05 AM, Blogger Aladdin said…

    إلى أين أنت راحل يا سيزيف؟ رحيلك إلى أعلى الجبل حاملاً الصخرة السرمدية على ظهرك مرهونٌ بالعودة!!

    رحيل عن الفضاء السيبريّ؟! إن كان لابد من رحيلٍ فهناك فضاءات أخرى كثيرة وبديلة تتواجد بها أنت ...

    رحيل عن الوطن؟! أنما آن للنزيف أن يتوقف؟!!!!!

     
  • At 6:57 AM, Anonymous Anonymous said…

    انما الرحيل ليس بالمكان فاكم من راحلين يظلون بيننا .
    انما الرحيل الحقيقى بالروح فاكم من هم بيننا و لكننا لا نشعر بهم .
    يا عزيزى الحياة كالسلم عليك صعودة دون النظر .
    فالنظر لاسفل يصيبك بالدوار و النظر لاعلى يصيبك بالاحباط .

     
  • At 11:46 PM, Blogger سيزيف مصري said…

    الرحيل الرحيل
    نعم هو الرحيل

    شيئاً ما تغير بعد كل هذا الرحيل الذي أعاينه وسأعاينه حتى نهاية هذا العام، لن تصير الحياة أبداً كما كانت، ولن يفيد "فلتعبر عني هذه الكأس يا أبتاه" فالذنب الذي ارتكبته ولا تعرفه لا يزيد من احتمالات استجابة الدعاء/الطلب، وكونك في الجحيم يزيد من احتمالات بعد المسافة بينك والوصول/الخروج/ الخلاص من الصخرة
    أحبكم

     

Post a Comment

<< Home