سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Sunday, March 04, 2007

علي إثم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء


علي إثم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
ثلاثة مستشفيات رفضت استقبال محمد حمام مغني المقاومة.. فمات بسيارة الاسعاف
شهدت عدة مستشفيات بوسط القاهرة والجيزة دراما مثيرة انتهت بوفاة مغني المقاومة الاشهر في سماء الاغنية المصرية محمد حمام والذي اختفي عن الانظار منذ خمسة عشر عاما حتي ان العديد من الفنانين والموسيقيين فوجئوا انه علي قيد الحياة بعد ان اضطرت ادارة احد المستشفيات بالجيزة لاجراء اتصالات عشوائية بعشرات الموسيقيين من اجل اطلاعهم علي تدهور حالته. وكانت ثلاثة مستشفيات رفضت قبوله علي مدار عدة ساعات ليلة الاثنين بالرغم من انه يقيم بمستشفي رابع منذ عدة سنوات حيث كان يعالج من تدهور في وظائف الكبد والكلي فضلا عن اصابته بتسوس العظام والذي يعرف بـ الغرغرينا .
واكتشف الفريق الطبي في مستشفي كبير مفاجأة لم يلق لها بالا المستشفى الذي كان يعالج به حيث اتضح انه مريض بالسكري بنسبة متدهورة وبالرغم من انه كان يقيم في مركز علاج طبيعي تابع لجهة هامة الا ان عدم الاهتمام بضبط نسبة السكر أدي الي تفاقم الوضع. وقد رفضت مستشفيات بالمعادي والجيزة فضلا عن مستشفى عين شمس التخصصي الذي دخله في ساعات متأخرة من ليل الاثنين قبوله حيث كان الرد شبه موحد نعتذر لأنه في وضع حرج . وقد جاءت النهاية بالفعل مروعة حيث لفظ انفاسه داخل احدي سيارات الاسعاف عند اعادته للمستشفي الذي كان يقيم به والمتخصص فقط في علاج العظام وهو مركز تأهيلي. وكان احد اصدقائه الذي درس معه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قد لازمه حتي اسلم روحه لبارئها. وكان آخر تقرير طبي صادر عن المستشفي اوصي بضرورة بتر أحدي الساقين بعد ان تدهورت حالته ودخل في الغيبوبة.جدير بالذكر ان محمد حمام اشتهر بالغناء للمقاومة الشعبية وذاع صيته بين المناضلين منذ ستينيات القرن الماضي وهي اعمال تدعو لدحر المحتل الاسرائيلي، ومن اشهر اغنيتاته يا بيوت السويس و يا عم جمال و يا أمي و رحلة . وتوقفت الصحف الرسمية عن متابعة نشاطه كما اختفي تماما من ذاكرة الفنانين، ولم تعبأ به أي جهة. كما لم تسع شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للدولة لطبع اغنياته في البومات.وظل يحلم طوال الربع قرن الماضي باعادة الاغنية السياسية لمجدها، وبالرغم من انه كان صاحب حنجرة ذهبية لم ينل منها المرض الا انه ظل بعيدا عن الاضواء يواجه اعباء الحياة منفردا وكان متزوجا من الممثلة نهير امين التي انفصلت عنه منذ بداية رحلة مرضه، كما انه لم ينجب. وقد حضر اقرباء له الي المستشفي وهو علي فراش الموت ورافقه احدهم داخل سيارة الاسعاف التي ترددت علي عدة مستشفيات علي امل ان يكتب له النجاة. المثير في تفاصيل اللحظات او السنوات الاخيرة لحياة حمام ان مجلس نقابة الموسيقيين على رأسهم النقيب الموسيقار حسن ابو السعود لم يكن من بينهم من يعلم بحالة محمد حمام ولا بتفاصيل السنوات الاخيرة حتي مات.وكان محمد قد طلب من صديقه الوحيد ان يصلي عليه في مسجد جمال عبد الناصر وان يدفن في مسقط رأسه بالنوبة، وبالفعل شيع جثمانه امس بحضور عدد قليل للغاية من الموسيقيين والفنانين
هذا الرابط لأغانيه
وهذا لحوار معه قبل أن يموت، نشر 2002 في جريدة الشرق الأوسط

5 Comments:

  • At 10:15 AM, Anonymous Anonymous said…

    وكنت بتغني لمين ولمين يا حمام.. ومحدش سامع، هو في كنف رحمن رحيم دلوقتي، وده اكرم كتير

     
  • At 6:24 AM, Blogger أحمد غربية said…

    الغريب أنه من حوالي عشرة أيام، جات سيرة حمام في نقاش مع رؤوف مسعد، و كنا نقف في افتتاح معرض لوحات شلبية إبراهيم في الإسكندرية، فأخبرته أن حمام مات عى حد علمي، لكنه شكك في الموضوع و سألنا أبي لنتأكد، فعرفت أنه كان حيا (وقتها).

    بالأمس عرفت أنه مات.

     
  • At 6:26 AM, Anonymous Anonymous said…

    عزيزى
    على الرغم من فجيعتنا فى وفاة المطرب و الانسان الرائع محمد حمام ، و الوجع من اهمال العديد ممن كان له فضل عليهم ، فأننى احب ان اوضح شيئا هاما فقد قامت بعض الصحف بنقل خبر وفاته و ما تعرض له بصورة مبالغة فيها ، و من موقعى كمرافقة له فى اخر حوالى 20 يوما من حياته حتى وفاته ، و اكراما لحقه ، فاننى اريد ان اوضح ما حدث فعلا ،
    فقد قابلت الفنان العضيم وهو يحاول انهاء اخراءات تحويله من مستشفى العجوزة للعلاج الطبيعى الى متستشفى المعادى العسكرى لاجراء اشعة بالصبغة و قد عان فى هذه الفترة من تجاهل غالبية اصدقائه و محبيه ، و قد اكرمنى الحظ فى مرافقته طوال الست ايام التى قضاها فى مستشفى المعادى و هنا اود ان اقول بدا فصل جديد من المسرحية الهزلية التى عاشها فى اخر ايامه ، فبعد ان تحسنت صحته النفسية بصورة بالغة حتى انه كان قد قرر ان يقيم معرضا لاعماله الفنية بعد خروجه من المستشفى ، قررت الادارة اعادة ارساله مرة اخرى الى مستشفى العجوزة للعلاج الطبيعى ، وهذا ما يتنافى تماما مع ظروفه الصحية السيئة و المعروفة للجميع ، و بالرغم من المحاولات المضنية لابقائه فى مستشفى المعادى فقد رفضوا ذلك و قاموا بارساله الى مستشفى العجوزة فى سيارة اسعاف ، و قد كان الفقيد رحمه الله قد تحسنت صحته النفسية كما ذكرت سابقا بصورة بالغة مما انعكس على حالته البدنية و اظهرت مؤشرات تحسن جيدة لشخص فى حالته المتدهورة و قد ساعد ذلك ( وهذه شهادة منى بذلك - المعاملة الطيبة و الرعاية الصحية العاجلة و العالية التى تلقاها فى مستشفى المعادى )الا ان اصرار ادارة المستشفى على ارجاعه مرة اخرى ادى الى انتكاسة حالته النفسية و تباعا ادى ذلك الى تدهور حالته الصحية ، و قد شعر الفقيد بعد هذا الرفض لطالباتنا باستمرار علاجه فى المعادى بالياس و استسلام الى المضاعفات .
    و فى يوم الجمعة السابق الى وفاته قام الدكتور مدحت الشافعى بزيارته فى مستشفى العجوزة بعد ان قراء مناشدتنا الى جميع محبيه فى جريدة الاهرام فى ذاك الوقت .
    و فى يوم رحيله الاثنين الموافق 26 فبراير 2007 ، بداءت حالته فى التدهو بصورة كبيرة مما استدعى مستشفى العجوزة الى محاولة نفله الى اى مستشفى اخرى لعدم توافر اى رعاية صحية او حتى وعى صحى فيها ، و فى هذه الاثناء وصلت اليه بعد ان رفضته عدة مستشفيات ، و قررت نقله بعربة اسعاف الى مستشفى عين شمس التخصصى التى لت ترفضه و انما قبلته فى الحال ( وهذه شهادة منى اخرى - وفرت له رعاية عاجلة و ادخل قسم الحالات الحرجة ) فى ذات الوقت .
    لكنه كان قد استسلم تماما و اسلم روحه الى بارئها فى تمام الساعة الثامنة من مساء ذلك اليو فى مستشفى عين شمس التخصصى و اخرج جثمانه منها الى مثواه الاخير باسوان .

    ان الالم و اللوعة النتجة من انفضاض الاصدقاء و نكران من كان له الفضل عليهم و الاهمال من قبل مستشفى العجوزة و بعض الافراد هى التى ادت الى وفاته .

    reem

     
  • At 11:19 PM, Blogger سيزيف مصري said…

    هي نفس القصة في كل مرة، وتتغير الأسماء
    ما يتضح لنا في الظروف القاسية التي توفي فيها الراحل محمد حمام هو تلك الحقيقة التي تقفز في وجهنا كلما حاولنا نسيانها، في مصر لا يوجد عرفان بالجميل أو إدراك لقيمة الفنانين، والموضوع لا يزيد عن موظفين يقومون بعملهم - من مسئول؟ لا أحد. ومن يجب أن يكون؟ كل أحد. حتي الأشياء من عينة قرار إداري خطأ من مستشفي فيه رعاية جيدة يجعلنا نفكر قبل أن نحتفي بتلك الرعاية التي ربما ساهمت بعد زوالها فجأة في قتله
    من للفنانين إذا سقطوا، الأصدقاء؟ الفنانون؟ الدولة؟ أنا وأنت وأنتي؟
    هل نتشائم إذا قلنا أنا نعد الأرقام ونذكر الأسماء، وكل من عليها فان؟
    لا يعنيني إين ذهب محمد حمام، فلدي يقين بالصحبة الأفضل منا التي هو معها الآن، ولكن ماذا عن حقه الذي لم يأخذه ولن يطالب به أحد بعده؟
    يضاف لحقوق محترقي مسرح بني سويف والضحايا بدءا من فاطمة رشدي وإنتهاءا بسعاد نصر، والبقية..تأتي

     
  • At 5:49 AM, Blogger lastknight said…

    متأسف لتأخرى فى الرد و التعليق
    حالة الراحل العظيم حمام لا أحب أن أفصلها عن حالة أى مواطن مصرى .. جريمته الأساسيه هى أنه فقط ..مصرى .. و جريمته الثانيه أنه فى فترة صحته لم يتسلق ليقترب من الحزب الحاكم أا كان اسمه - تنظيم طليعى , اتحاد اشتراكى , حزب وطنى - و بالتالى فى مرض هذا المواطن و احتياجه للرعايه الصحيه الأساسيه بما يليق بكائن آدمى .. لايجد سوى التجاهل القاتل .. و الأنكار الزنيم
    المسأله يا عزيزى ليست فى الفنان حمام وحده .. المسأله صارت فى العقد الأساسى للدوله مع المواطنين .. فالمصرى احترم نظام دولته مقابل احترامها لآدميته .. لكن أجهزة الدوله كلها فسخت هذا العقد منذ أكثر من ثلاثين سنه .. و أصبح انصياع المواطن للنظام من قبيل فرض السيطره بالقوه و ليس مقابل أداء أجهزة الدوله لواجباتها المقابله لواجبات المواطن
    عزيزى .. من موضوعك و موضوع آخر عند عشتار .. توحون لى بكتابة شىء عن خطيئتنا .. الشبيهه جدا بخطيئة سيزيف .. حين أفرغ من كتابته ..سأبلغك

     

Post a Comment

<< Home