سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Tuesday, July 18, 2006

الشيخ حسن نصر الله والمراهقة السياسية




لا أظن أنه يمكن وصف الشيخ حسن نصر الله "الأمين العام لحزب الله" بالمراهقة السياسية. لا يليق به ولا بحزب الله. من هنا يمكن القول بمسئوليته الكاملة عن أفعاله ورؤيته السياسية وتوابعها

أي أنه وحزب الله كان يعلم تماما ما هو مقدم عليه و"العدو" الذي يتعامل معه واحتمالات ردوده عن العملية العسكرية "الناجحة" التي فعلها حزب الله. يقول نصر الله أن "حزب الله لا يخوض معركته الخاصة مع إسرائيل" وأنه يعتبر المعركة في لبنان باتت تخاض نيابة عن الأمة الإسلامية. ما فعلته إسرائيل من قصف وتدمير للبنية التحتية وقتل العشرات، يمكن بتحليل بسيط اعتباره "رد فعل" عن العملية العسكرية. هل أخذ حزب الله رأي اللبنانيين (الذين ليسوا في حزب الله) عن رأيهم فيما قد يمس أرواحهم وسلامهم، أو أنه المبدأ المعتاد: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة؟

أظن طموح حزب الله من تلك العملية أكبر من "اختطاف جنديين إسرائيلين لمبادلتهما بالأسري" و أكبر من صعود نجم حزب الله وحسن نصر الله وصيرورته رمز المقاومة والعزة والنصر المبين. أولئك الذين وضعوا صورته في ميداليات علي صدورهم وصاروا يخاطبونه بالمخلص وينادونه "وا حسناه" ينساقون وراء تلك الشعبوية ولكن ليس هذا مبتغي الرجل

ربما يريد أن تخرس تلك الأصوات التي تتكلم عن "نزع سلاح حزب الله وانخراطه في الجيش اللبناني" أو يريد إعادة رسم خريطة علاقات القوي علي الأرض بعد ما بدأت تلوح الخطيئة الأمريكية الكبرى "تحريرها" للعراق، وهي أن صدام حسين ربما كان الشخص الوحيد في المنطقة الذي يمنع المد الشيعي النائم، والذي بدأ يصحوا في إيران بعد ما صارت العراق منهم قاب قوسين أو أدني، فيحق لحسن نصر الله وحزب الله الذي لا يوجد به جندي غير شيعي واحد أن يبنوا حساباتهم علي ذلك. اللبنانيون ما زالوا في الحرب، ولن تنتهي. ويسميها نصر الله حرب الأمة الإسلامية. فعلي كل اللبنانيين جميعا أن يسلِموا ويسلًموا ويلتحقوا جميعا بحزب الله، ويتناسوا ما كان يسمي بلبنان، فالأمر يتجاوز "القطرية" والموضوع في النهاية حرب إسلامية، وإلا....
انتهي الأمر. لن يعد العالم أبدا كما كان. وعلي اللبنانيين حل مشكلتهم "الداخلية" فيم يتعلق بامتلاك حزب الله قوة أكبر من الجيش اللبناني وعدم خضوعه للدولة وإن كنت لا أري لها حلا، فربما تكون المرة القادمة أسوء – إذا كانت هناك مرة قادمة. فليرحمنا الله

7 Comments:

  • At 4:29 AM, Blogger وليد said…

    اى حديث عن الحطر الشيعى هو محض فيروس تضرب به خطابات المقاومة حركة مقاومة شريفة وقائد تاريخى مثل حسن نصر الله، انا لا اريد ان ابدو خطابى (وهذا فيروس اخر)ولكن حطاب الاستسلام والهزيم متغلغل داخل اغلب ابنيتنا الفكرية
    المقاومة ليست رفع الصخرة والعقاب الذى فرض على سيزيف، المقاومة هى اشرف فعل انسانى فى غابة انحطاطنا

     
  • At 10:10 AM, Blogger SOLITUDE® said…

    هو حزب الله مفهوش جنود سنة؟!!!
    مين قال كده؟!!!

     
  • At 11:51 PM, Blogger سيزيف مصري said…

    وليد:

    لماذا قد توجد مشكلة في حدوث زيادة للنفوذ الشيعي في المنطقة - وهذه الزيادة في الغالب ستحدث؟ لا اظن تلك المشكلة هي أنه سيواجه اسرائيل أو الأنظمة العربية الغير شرعية أو غير ديموقراطية، ولكن لأن أي عاقل يجب أن يخشي أي سيناريو فيه القوة + الدين. هل تتذكر ما فعلته "حماس" من اعتداء علي وقتل مواطنين أو مواطنات فلسطينيات لأنهم لا يلتزموا كما يضعون هم خطوط الالتزام؟ أن تهدد بالقتل لأنك تخرج مع خطيبتك أو لأنكي لا ترتدي الحجاب أظنه لا يبرر ولا يغتفر حتى لو كان الفاعل جيش المقاومة. مقاومة سيزيف ليست في الصخرة وإنما في رفعها والاستمرار في رحلة الجحيم رغم أنه يعلم أنه لن يصل. ربما يصبّر نفسه بأن الآتين سيصلون وما يفعله هو خطوة علي الطريق أو بأنه ليس لديه سبيل أفضل. في النهاية هو لم ينتحر ولم يرحل - حتي الآن

    محرز:

    حسنا، حسب معلوماتي أنه ليس به جنود سنة، إللا مثلا إذا كنت تريد أن تتكلم عن ما يشبه الجنود المصريون اليهود في الجيش المصري! يوجد مصريين يهود، ولكن كم عددهم؟ يقال أنهم من 12 إلي 20 وهم في طريقهم للانقراض، علي العموم يمكننا أن نسأل "فرع" حزب الله في مصر. تعرف عنوانه؟

     
  • At 11:25 PM, Blogger مهندس مسلم said…

    كيف تقول

    "أي عاقل يجب أن يخشي أي سيناريو فيه القوة + الدين"

    انا اختلف معك تماما
    اقرأ التاريخ جيدا ستجد ان هذا السيناريو دائما هو المنتصر خصوصا في حروب العرب

    ما دخل المسلمون حربا بقومياتهم الا وانهزموا وما دخلوا حربا بدينهم الا وانتصروا

     
  • At 2:05 AM, Blogger سيزيف مصري said…

    يا باشمهندس

    ممكن نفرٌّق بين حاجتين: المسلمين اللي بيحكموا بلد بالشريعة وبيطبقوا اللي هما شايفينه صح، وده زي المثال اللي ذكرته لحماس في فلسطين، وبين المسلمين اللي بيعملوا مقاومة ضد احتلال وممكن برضة نقول زي حماس..إزاي يبقي نفس المثال؟! حمل السلاح ضد العدو حاجة وحمله ضد المواطنين في الوطن حاجة تانية خالص، أنا مع "الحمل" الأول بس

     
  • At 2:20 AM, Anonymous Anonymous said…

    لا أدري لم يعتبر البعض أن وجود حزب الله كحزب سياسي مسلح داخل دولة لبنان يعتبر مشكلة.

    لابد من إحترام التعددية في لبنان ليس فقط في ديمقراطية القوى السياسية بل في تعدد جيوشه مما يعزز من الديمقراطية وينهي المركزية والسيطرة في الحكم.

    أجد التعددية أقرب للواقع و أضمن لتحقيق المصلحة العامة و ذلك في كل شي.

    إن ما يحافظ على الوحدة الداخلية هو وعي المواطن اللبناني و أن اللبنانيون يعون أنهم في مركب واحد بالرغم من كل شي وعدم سعي أي من الأحزاب لمجرد السيطرة على الحكم بل يسعون لتحقيق مصالح المواطن

     
  • At 8:05 AM, Anonymous Anonymous said…

    Very best site. Keep working. Will return in the near future.
    »

     

Post a Comment

<< Home