سيزيف مصري

في الأسطورة الأغريقية، سيزيف في الجحيم وعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية. ما أشبه ذلك بنا، أولادك يا بلدي

Thursday, March 10, 2011

صحيفة الجارديان: الجيش المصري "متورط في عمليات احتجاز وتعذيب"

صحيفة الجارديان: الجيش المصري "متورط في عمليات احتجاز وتعذيب"

كريس ماكجريل

احتجز الجيش المصري سرا المئات وربما الآلاف من المشتبه في أنهم من معارضي الحكومة، منذ بدأت التظاهرات الضخمة ضد الرئيس حسني مبارك، وعلى الأقل بعض من هؤلاء المحتجزين تعرضوا للتعذيب، وفقا لشهادات جمعتها صحيفة الجارديان.

يزعم الجيش المحايدة، وأنه يفصل بين المتظاهرين ضد مبارك والمؤيدين له، ليس إلا. ولكن حملات لنشطاء بحقوق الإنسان تؤكد أن الأمر ليس هكذا وتتهم الجيش بالتورط في حالات اختفاء وتعذيب – انتهاكات ظل المصريون لسنوات يسندونها لأمن الدولة سيء السمعة، ولكن ليس الجيش.

تحدثت الجارديان إلى معتقلين قالوا أنهم عانوا من الضرب الشديد ومن انتهاكات أخرى على يد الجيش فيما يبدو حملة منظمة لإرهاب الناس. قامت جماعات حقوق الإنسان بتوثيق حالات استخدمت فيها الصدمات الكهربية في تعذيب بعض ممن احتجزهم الجيش.

تقول جماعات حقوق الإنسان أن هناك أهالي تبحث في يأس عن أقاربهم المفقودين الذين اختفوا بعد اعتقال الجيش لهم. بعض المعتقلين تم احتجازهم بداخل المتحف المصر الشهير، على حدود ميدان التحرير. روى هؤلاء الذين أطلق سراحهم روايات واضحة عن انتهاكات بدنية قام بها الجنود الذين اتهموهم بالعمالة لقوى أجنبية، من بينها حماس وإسرائيل.

من بين هؤلاء المعتقلين كان هناك نشطاء حقوق إنسان من محاميين وصحفيين ولكن أغلبهم تم إطلاق سراحهم. غير أن حسام بهجت، مدير "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" بالقاهرة، قال أن المئات، وربما الآلاف، من مواطنين عاديين قد "اختفوا" بعد أن اعتقلهم الجيش، في كل أنحاء الجمهورية، ليس لأكثر من حملهم بيان سياسي أو اشتراكهم في المظاهرات، أو حتى بسبب شكلهم. الكثير منهم لا يزالوا مفقودين.

قال: "المدى الذي يضم هؤلاء واسع جدا، من أناس كانت في التظاهرات أو اعتقلت لخرق حظر التجول، إلى آخرين ردوا بوقاحة على ضابط بالجيش، أو تم تسليمهم للجيش لأن شكلهم مريب أو لأنهم يشبهون الأجانب، حتى إذا لم يكونوا كذلك." "هذا أمر غير طبيعي، وعلى ما نعلم فهذا أيضا أمر غير مسبوق، أن يفعل الجيش هذا."

أحد هؤلاء الذين احتجزهم الجيش كان شاب 23 سنة، لا يريد أن يصرح سوى باسمه الأول فقط، أشرف، خوفا من أن يعتقل مجددا. اعتُقل أشرف يوم الجمعة الماضية على حدود التحرير وهو يحمل صندوق من الإمدادات الطبية كان ذاهبا به لأحد العيادات المؤقتة التي تعالج المتظاهرين الذين هاجمتهم القوات المؤيدة لمبارك.

قال: "كنت في شارع جانبي عندما أوقفني جندي وسألني إلى أين أذهب. أخبرته، فاتهمني بالعمل مع الأعداء الأجانب. جرى نحونا جنود آخرون وبدأوا في ضربي ببنادقهم."

دُفع بأشرف إلى موقع عسكري مؤقت حيث ربطت يديه خلف ظهره وتلقى المزيد من الضرب قبل أن ينقل إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية توجد خلف المتحف المصري.

"وضعوني في غرفة. أتى ضابط وسألني من الذي يدفع لي لأكون ضد الحكومة. عندما قلت له أنني أريد حكومة أفضل ضربني على رأسي فسقطت على الأرض. ثم بدأ الجنود في ركلي. أحدهم ظل يركلني ما بين قدميّ."

"أحضروا نصل بندقية وهددوني بأن يهتكوا عرضي بها. ثم لوحوا بها ما بين قدمي. قالوا أنني يمكن أن أموت هنا أو أختفي في سجن حيث لن يعرف أحد أبدا. كان التعذيب مؤلما ولكن فكرة الاختفاء في سجن عسكري كانت حقا مخيفة."

قال أشرف أن حفلات الضرب ظلت ما بين التوقف والاستمرار لعدة ساعات حتى وضعوه في غرفة مع قرابة دستة من الرجال، كلهم تعرضوا للتعذيب الشديد. تركوه بعد 18 ساعة بعد تحذيره بعدم العودة لميدان التحرير.

آخرون لم يكن لديهم نفس الحظ. قالت هبة مريف، باحثة بمنظمة هيومان رايتس واتش بالقاهرة: "يتصل بنا الكثير من الأهالي ويقولون: 'لا نجد ابننا، لقد اختفى.' أعتقد أن ما يحدث هو أن الجيش يعتقلهم."

بين هؤلاء المفقودين كريم عامر، وهو مدوّن وناقد بارز للحكومة، الذي كان قد أطلق سراحه مؤخرا بعد أن قضى عقوبة السجن لأربع سنوات لانتقاده النظام. تم اعتقاله مساء الاثنين عند نقطة تفتيش عسكرية في وقت متأخر ليلا بينما كان يغادر ميدان التحرير.

قال بهجت أن نمط الروايات التي يحكيها هؤلاء الذين أطلق سراحهم يظهر أن الجيش كان يشن حملة لإيقاف التظاهرات. "بعض الناس، خاصة النشطاء، يقولون أنهم كانوا يُستجوبون عن أي روابط بالمنظمات السياسية أو أي قوى خارجية. بالنسبة للمتظاهرين العاديين، يتم لطمهم هنا وهناك وسؤالهم: 'لماذا أنت في التحرير؟' يبدو أن هذه عملية استجواب وإرهاب وردع".

يزعم الجيش أنه محايد في هذه الأزمة السياسية، وقال مبارك ورئيس وزرائه أحمد شفيق أنه لن تكون هناك "ملاحقة أمنية" للنشطاء المناهضين للحكومة. ولكن مريف تقول أن الأمر ليس هكذا.

قالت: "أعتقد أنه لحد ما قد أتضح الآن أن الجيش ليس طرفا محايدا. الجيش لا يريد التظاهرات ولا يؤمن بها وهذا حتى على المستوى الأدنى، على أساس الاستجوابات."

أكدت هيومان رايتس واتش أنها قامت بتوثيق 119 حالة اعتقال الجيش للمدنيين ولكنها تعتقد أن هناك حالات أخرى كثيرة. قال بهجت أنه من المستحيل معرفة عدد الناس التي تم اعتقالها لأن الجيش لا يعترف بالاعتقالات. ولكنه يعتقد أن نمط الاختفاءات التي تشهدها القاهرة يحدث بنفس الصورة في كل أنحاء الجمهورية.

قال: "الاحتجازات إما تحدث كلية بدون أن يعلم عنها أحد، أو لا يمكن للمحتجزين إبلاغ أفراد عائلاتهم أو أي محامي باعتقالهم، مما يزيد من صعوبة مساعدتهم أو البحث عنهم." "هؤلاء الذين تعتقلهم الشرطة العسكرية لا يمرون بالإجراءات قانونية المعتادة إما لأنهم في حكم المفقودين أو لأنهم غير قادرين على إبلاغ أي أحد باعتقالهم."

قامت هيومان رايتس واتش أيضا بتوثيق حالات اعتقال أخرى من بينها أحد النشطاء المطالبين بالديمقراطية لم يذكر اسمه، وصف أن جنديا أوقفه وأصر على تفتيش حقيبته، حيث وجد بيانا مؤيدا للديمقراطية.

قال النشط: "بدأوا يضربونني في الشارع بالهراوات المطاطية وبعصا كهربية."

"ثم أخذوني إلى قسم شرطة عابدين. قبل أن أصل، كان الجنود والضباط هناك قد أبلغوا بأن هناك "جاسوس" في الطريق، ولهذا فعندما وصلت أعطوني "حفلة استقبال من الضرب" استمرت لثلاثين دقيقة تقريبا."

وبينما اعتقل الجيش أيضا متظاهرين مؤيدين للحكومة أثناء المصادمات في ميدان التحرير، إلا أنه أغلب الظن أنهم تم تسلميهم للشرطة ثم إطلاق سراحهم، وليس حبسهم وتعذيبهم.

تم الاحتفاظ بالمحتجز في زنزانة حتى أتى المحقق، الذي أمره بخلع ملابسه ثم أوصل كابلات كهربية من "ماكينة صدمات كهربية".

قال: "عذبني بالصدمات الكهربية في كل أنحاء جسدي؛ لم يترك أي مكان إلا صدمني فيه. لم يكن تحقيقا حقيقيا؛ لم يسألني الكثير من الأسئلة. عذبني مرتين بهذه الطريقة يوم الجمعة، ومرة يوم السبت."

نشر هذا المقال من شهر، الأربعاء 9 فبراير، 2011، في صحيفة الجارديان.

http://www.guardian.co.uk/world/2011/feb/09/egypt-army-detentions-torture-accused

0 Comments:

Post a Comment

<< Home